ميونخ (ألمانيا) - سيكون السنغالي ساديو مانيه الثلاثاء أمام فرصة مثالية للتأكيد أنه خير خلف للبولندي روبرت ليفاندوفسكي في الخط الأمامي لبايرن ميونيخ الألماني، وذلك حين يتواجه الأخير مع ضيفه برشلونة الإسباني وهدافه السابق "ليفي" بالذات على ملعب "أليانز أرينا" في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. صحيح أن مانيه وصل الى النادي البافاري هذا الصيف قبل أن تحسم صفقة انتقال ليفاندوفسكي الى برشلونة بعدما فرض نفسه أبرز عناصر التشكيلة التي احتكرت لقب الدوري الألماني، بإحرازه لقب الهداف ست مرات في المواسم السبعة الماضية، إلا أن جماهير النادي البافاري باتت تعتبره خلف البولندي في خط هجوم فريق المدرب يوليان ناغلسمان. وكانت البداية مثالية للسنغالي الذي كلّف بايرن 40 مليون يورو لضمه من ليفربول الإنكليزي، إذ وجد طريقه الى الشباك في مباراته الرسمية الأولى مع عملاق بافاريا وكانت في لقاء الكأس السوبر الألمانية، ثم سجل ثلاثة أهداف في مبارياته الثلاث الأولى في الدوري المحلي. لكن بعدها اختفى ابن الثلاثين عاماً وعجز عن ايجاد طريقه الى الشباك باستثناء ضد فريق الدرجة الثالثة فيكتوريا كولن في الدور الأول لمسابقة الكأس المحلية (5-صفر)، ما ساهم في تعثر فريقه الجديد ثلاث مرات في الدوري بثلاثة تعادلات متتالية، آخرها السبت ضد شتوتغارت (2-2) حين بدأ اللقاء على مقاعد البدلاء حتى دخوله في الدقائق العشر الأخيرة عندما كان فريقه متقدماً قبل أن يتلقى هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء. الشخصية المناسبة لقيادة المجموعة لكن صيام السنغالي عن التسجيل لثلاث مباريات في الدوري وواحدة في دوري الأبطال حين تغلب بايرن الأربعاء الماضي على مضيفه إنتر الإيطالي 2-صفر في مستهل منافسات المجموعة الثالثة، لا يقلق المدرب ناغلسمان لأنه يعرف ما يريده من بطل كأس الأمم الإفريقية 2022 وهو "أن يُنقل كل الخبرة التي اكتسبها في دوري أبطال أوروبا الى اللاعبين الآخرين في الفريق" وفق ما أفاد بعد الفوز في ميلانو. وأوضح أن ما يريده منه أيضاً هو "أن يساعدهم على الارتقاء عالياً (بمستواهم)، أن يكون خطيراً أمام المرمى، أن يسجل، أن يقوم بتمريرات حاسمة". وأمل ناغلسمان أن يتمكن مانيه الذي كسب مودة الجمهور منذ وصوله الى ألمانيا، من أن يلعب دور "القائد" في أرضية الملعب، معولاً على خبرته في دوري الأبطال، المسابقة التي وصل الى مباراتها النهائية ثلاث مرات أعوام 2018 و2019 و2022 وأحرز لقبها في محاولته الثانية، من أجل تخطي برشلونة الثلاثاء في موقعة تعتبر الأبرز على الإطلاق في دور المجموعات. وفي ظلّ المستوى الذي يقدمه برشلونة هذا الموسم بقيادة ليفاندوفسكي، سيكون من الصعب على بايرن تكرار سيناريو الموسم الماضي حين تسبب بانتهاء مشوار النادي الكاتالوني عند دور المجموعات لأول مرة منذ موسم 2000-2001 بالفوز عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 3-صفر. ورأى ناغلسمان أن مانيه "يملك الشخصية المناسبة لقيادة المجموعة" التي تضم في صفوفها نجوماً ليسوا أقل شأناً من مانيه مثل المخضرم توماس مولر، سيرج غنابري، جمال موسيالا ولوروا سانيه الذي كان صاحب هدفي الفوز على إنتر في الجولة الافتتاحية. وبعد حصوله على قسط من الراحة في مباراة عطلة نهاية الأسبوع أمام شتوتغارت واكتفائه بالمشاركة في الدقائق العشر الأخيرة، يأمل مانيه أن يكون الثلاثاء على الموعد في مواجهة ليفاندوفسكي الذي يقدم بداية خارقة لمغامرته الجديدة، بتسجيله 9 أهداف في 6 مباريات خاضها محلياً وقارياً، بينها 6 في 5 مباريات في الدوري الإسباني، مؤكداً أن أجواء كاتالونيا تناسبه تماماً كما كانت حاله في بافاريا وقبلها في دورتموند.
مشاركة :