أكد الدكتور مدحت حماد، المحلل السياسي والباحث المصري المتخصص في الشأن الإيراني رئيس تحرير التقرير الإستراتيجي الإيراني، أن المملكة لها الحرية الكاملة كدولة مستقلة تتمتع بسيادة، في الطرق التي تتبعها لحماية أمنها الداخلي ومواطنيها، طالما لم تتخط الأعراف والقوانين الدولية، وهو ما قامت به فعليا بصدور أحكام بالإعدام ضد أشخاص مثلوا تهديدا مباشرا على المجتمع السعودي ككل وذلك بتنفيذ عمليات إرهابية أدت إلى وقوع ضحايا من الأمن والمواطنين وخسائر مادية كبيرة على مدى عدة سنوات. ولفت إلى أن إيران كدولة لا تحترم سيادة جيرانها في الدول العربية بدليل تعليقها غير الدبلوماسي على الأحكام الصادرة بحق إرهابيين، وكان الأجدر بها الاستفسار كدولة تحترم جيرانها من السفارة السعودية المتواجدة في أراضيها حول تفاصيل الحكم وأسانيده، إلا أنها تركت السفارة السعودية في مرمى الهجوم على أيدي عدد من المواطنين الإيرانيين، وزادت من الأمر حدة بعدة تصريحات تعمل على مزيد من الإثارة لمواطنيها. واعتبر «حماد» في تصريحه لـ»المدينة» أن إشارة إيران إلى أشخاص معينين أخذ أكبر من حجمه، في ظل محاولاتها إثارة حالة من الصراع والفتن في دول الخليج بصورة خاصة والمنطقة العربية بشكل عام، وأكد أن إيران تعاملت مع هذا الأمر على أنه بيضة من ذهب في إطار سلسلة التدخلات التي تمارسها في دول المنطقة العربية وهو الأمر الذي ينشأ عنه خطوط تقاطع في الملفات العربية المختلفة وعلى رأسها التدخلات الإيرانية في «سوريا، اليمن، البحرين، لبنان، والعراق». وأوضح أن نوايا إيران ليست خالصة بنسبة 100%، وإلا كان مفروضا عليها من مبدأ حزنها على مصالح الشيعة المتواجدين في الدول العربية وحمايتهم أن تطالبهم باحترام سيادة الأنظمة الحاكمة لهذه الدول، واتباع القوانين دون إثارة شغب أو أزمات داخلية، وأشار إلى أن الشيعة في الدول العربية يعيشون كمواطنين في كنف الأنظمة وحمايتها، بينما المسلمين في أوروبا يعيشون إما كلاجئين أو مقيمين مؤقتين.