أعلنت جماعة «فيلق الشام» السورية المعارضة، أمس، انسحابها من تحالف للفصائل الإسلامية يعمل في شمال غربي البلاد، من أجل إعادة الانتشار حول حلب، حيث كثفت القوات الحكومية هجماتها في الأشهر القليلة الماضية. ومنذ التدخل الروسي في الصراع الدائر في سوريا في سبتمبر (أيلول) الماضي بحملة جوية لدعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، صعدت القوات الحكومية هجماتها في غرب وشمال البلاد. وقالت جماعة «فيلق الشام» في بيان إنها تنسحب من «جيش الفتح»، الذي يضم كذلك «جبهة النصرة» ذات الصلة بتنظيم «القاعدة» وجماعة أحرار الشام، والذي سيطر على أغلب مناطق محافظة إدلب في عام 2015. وقالت الجماعة في البيان الذي نشر على الإنترنت: «إذ إن الأعداء من الداخل والخارج، النظام وشبيحته والشيعة والروس يركزون الجهد لإسقاط منطقة حلب، فرأينا أن نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب». وأضاف البيان «الحالة التي تجعلنا نعلن خروجنا من غرفة عمليات (جيش الفتح) الذي أنهى مهمته مشكورا في معركة فتح إدلب الفداء، وهذا يوجب علينا إعادة ترتيب أوضاعنا، وبلورة تجاربنا والاستفادة منها في ظل معطيات اليوم بما يخدم ديننا وشعبنا وثورتنا ويحقق أهدافها». ولم يشر البيان إلى أي توترات في العلاقات مع جماعات أخرى تنضوي تحت مظلة «جيش الفتح». قتل 16 عنصرا على الأقل من تنظيم داعش أمس، إضافة إلة إصابة 19 آخرين بجروح جراء معارك عنيفة خاضوها ضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في قرية (المستريحة) في ريف عين عيسى في ريف الرقة شمال البلاد. في ريف محافظة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المعارك بين الطرفين انتهت بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية، أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، وأخرى عربية على هذه القرية الصغيرة. واندلعت الاشتباكات بين الطرفين الأربعاء إثر هجوم شنه التنظيم على مدينة عين عيسى، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مما أسفر حتى الآن عن مقتل 21 من مقاتليها. وتقع مدينة عين عيسى على بعد أكثر من خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة. وتمكن مقاتلون أكراد من استعادة السيطرة على هذه المدينة في يوليو (تموز) الماضي بعد 48 ساعة من سيطرة «داعش» عليها. وثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب 619 مجزرة في سوريا خلال عام 2015، قامت قوات النظام والميليشيات الأجنبية المتحالفة معها بارتكاب 534 منها، أي بنسبة 84 في المائة من المجازر، فيما كان نصيب تنظيم داعش 32 مجزرة. وقد كانت المجازر التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه بواقع 492 بالطيران الحربي والمروحي، منها 76 مجزرة ارتكبها الطيران الروسي، فيما ارتكبت بقية مجازر النظام وعددها 38 مجزرة بالمدفعية وراجمات الصواريخ. وارتكب التحالف الدولي 13 مجزرة، فيما لم يكن من الممكن التأكد من مرتكبي 29 مجزرة، والتي نُفذت غالبًا بالسيارات المفخخة التي لم يتبنَّ تفجيرها أحد، أو بقذائف هاون لم يُعرف مصدرها. وفي التوزيع الجغرافي للمجازر، جاءت محافظة حلب في مقدّمة المحافظات في عدد المجازر، إذ شهدت ارتكاب 179 مجزرة، تلتها دمشق وريف دمشق بـ125 مجزرة، ثم إدلب بـ118 مجزرة.
مشاركة :