إن التوزان مطلب أساسي في اتخاذ القرار على جميع المستويات، بدءًا بالعلاقة من الفرد مع التدرج حتى المنظمة.. لذلك يكون السؤال المطروح دائماً هو؛ هل من الواجب أن تحتوي كل إدارة على جناحين مكونهما الرئيسي بين الصقور والحمائم؟ اتوقع أن مثل هذا السؤال يجاوب عليه التنفيذيون، الذين لديهم أهداف رئيسية وإستراتيجية. لقد بنيت رأيي على مقولة المتنبي: عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ فأهل العزم هم الصقور الذين يحملون نفس الصفات والجينات للصقر الجارح لا ينقصهم كرم الحمائم البته. بينما الحمائم يميلون الى التليّن والمهادنة حتى بالمواقف الحازمة وكرمهم كأنه توزيع زكاة بوقت غنى، وهذا حتماً لا يحقق النتائج. وجهة نظر ليس أكثر.. ينبغي أن يكون القائد والمسؤول مدركًا تماماً لتبني جناحيّ الإدراة؛ لأنهم الأكثر فهماً لاختيار المفاوضين حسب تقييم المخاطر الخاص للمنظمة أو الإدارة التي يديرونها؛ حيث إن سياسة الصقور أكثر شفافية ومصداقية، لكن سياسة الحمائم أكثر شعبوية وتقبلاً للطرف الآخر. يقال إن الخليفة عبدالملك بن مروان أعجزه قلائل العراق أثناء حكمه، وعرض ولايتها على خاصته بعد وفاة أخيه، فاختار لها الحجاج صاحب مقولة: (إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو...) هذا هو جناح الصقور وقت العزم والحزم. فقراءة التاريخ جيداً تعطي السياسة المناسبة لاختيار أنماط القادة لاتخاذ القرار المناسب؛ لكي يحققوا الأهداف المرجوة. مثال حي.. البترول والغاز قوة اقتصادية لكل بلد لأنه مصدر الطاقة الأول، وهو موجود في عدة بلدان (فنزويلا، إيران، ليبيا والعراق وغيرها) تعاني شعوبها من الفقر وعدم الاستقرار؛ وهذا أكبر مثال يوضح أن إدارة الصقور والحمائم مهمة لتحقيق الأهداف. ** بوصلة: الملك فيصل يختصر كل المقالة بقوله: «نحن أصفى من العسل الصافي لمن أراد صداقتنا، ونحن السم الزعاف لمن أراد أن يعكر صفوفنا».
مشاركة :