أكدت دراسة جديدة، أجريت في إقليم كاتالونيا الإسباني، على الحاجة إلى التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد حتى بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالعدوى. وتؤكد الدراسة، المنشورة في مجلة "BMC Medicine" الطبية الإلكترونية، أن المناعة الهجينة (الناتجة عن التطعيم والإصابة بالفيروس) أكثر قوة وأطول مدى من المناعة الناجمة عن الإصابة بالفيروس وحدها. وكشفت الدراسة أن المناعة الناجمة عن الإصابة بالفيروس وحدها اختفت لدى أكثر من ثلث الأشخاص، الذين شملهم البحث، بعد عام من إصابتهم. يساهم كل من العدوى والتطعيم ضد سارس-كوف-2 في بناء المناعة ضد الفيروس. وأسهل استراتيجية لتقييم مناعة السكان هي إجراء دراسات وبائية مصلية (أي قياس الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس في مجموعة سكانية معينة). يوضح مانوليس كوجيفيناس، الباحث في معهد برشلونة للصحة العامة، ISGlobal، وكبير مؤلفي الدراسة مع كارلوتا دوبانو الباحثة أيضا في المعهد، أن "معظم الدراسات المصلية التي أجريت بعد التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19، ركزت على مجموعات محددة مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، ولم تميز بين الأشخاص الذين أصيبوا أو أولئك الذين لم يصابوا بعدوى سابقة، أو لم يكن لديها بيانات سريرية ومناعية للعدوى". في هذه الدراسة الجديدة، أجرى فريق البحث قياسًا ثانيًا في مجموعة سكانية من منطقة كاتالونيا بعد ستة أشهر من بدء حملة التطعيم، لرصد مستوى ونوع الأجسام المضادة ضد خمسة مستضدات فيروسية. استخدم الباحثون أيضًا معلومات من الاستبيان والسجلات الصحية لتحديد العوامل المحتملة التي تحدد حجم ومدة استجابة الجسم المضاد في الأشخاص غير الحاصلين على التطعيم أو المُطعمين أو المُطعمين الذين أصيبوا بالفيروس. في المجموع، تم تضمين 1076 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 43 و 72 عامًا في التحليل. أسفرت النتائج عن ثلاثة استنتاجات رئيسية: - أولاً: في 36 ٪ من الأشخاص الذين أصيبوا، ولكنهم غير مطعمين، لم يعد من الممكن اكتشاف الأجسام المضادة بعد عام تقريبًا من الإصابة، خاصة في أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين كانوا مدخنين. - ثانيًا: أدى هذا التطعيم إلى إحداث مستويات أعلى بكثير من الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى سابقة، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بعدوى سابقة؛ وأن هذه المستويات ارتبطت بقوة بحجم الاستجابة أثناء الإصابة. تقول ماريانا كاراشاليو، المؤلفة الأولى للدراسة "تؤكد بياناتنا على أهمية تطعيم الأشخاص حتى لو أصيبوا سابقًا، وتؤكد أن المناعة الهجينة هي الأفضل والأكثر ديمومة. وهذا يعني أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ولكن لم يصابوا بالعدوى سيحتاجون إلى جرعة معززة في وقت أبكر من أولئك الذين أصيبوا". - ثالثًا: العامل الأكثر ارتباطًا بمستوى الأجسام المضادة هو نوع اللقاح. حيث إن لقاح شركة "موديرنا" الأميركية ضد كورونا، المعروف باسم "Spikevax"، أنتج أعلى مستويات من الأجسام المضادة. يبدو أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا: فالأشخاص فوق 60 عامًا أو المصابون بمرض عقلي ظهرت لديهم مستويات أقل من الأجسام المضادة بعد التطعيم. توضح كارلوتا دوبانو أن "الارتباط بين الصحة العقلية واستجابات الأجسام المضادة يتطلب مزيدًا من التحقيق. ولكن من المعروف أن الأشخاص، الذين يعانون من اضطرابات مثل الاكتئاب أو التوتر المزمن أو الفصام، لديهم استجابة أقل للتطعيم بشكل عام". من بين الذين تلقوا تطعيما ضد كورونا، لم يكن لدى 2.1٪ فقط أجسام مضادة في وقت الاختبار وحوالي 1٪ أصيبوا بعدوى الفيروس بعد التطعيم. ويحذر مانوليس كوجيفيناس من أنه "مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة أجريت قبل أن يصبح متحور أوميكرون (من فيروس كورونا) هو السائد".
مشاركة :