كييف -(أ ف ب): تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس الخميس في كييف أن يدعم الاتحاد الأوروبي أوكرانيا «طالما اقتضت الضرورة» في مواجهة روسيا في وقت تحرز قوات هذا البلد تقدما على الأرض. وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية في وقت التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ في أوزبكستان على هامش قمة إقليمية لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقدم على أنها «بديل» من الهيئات الغربية. في أوكرانيا، اجتمعت فون دير لايين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميغال، معربة عن إعجابها الكبير بـ«بسالة» القوات الأوكرانية على الجبهة، مؤكدة تقديم مساعدة مالية قدرها خمسة مليارات يورو إلى كييف اقترحتها المفوضية مطلع سبتمبر. وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني: «لا يمكننا أبدا أن نجاري التضحية التي يبذلها الأوكرانيون»، ولكن «ما نستطيع قوله هو أنكم ستجدون أصدقاءكم الأوروبيين إلى جانبكم طالما اقتضت الضرورة». وهذه ثالث زيارة لفون دير لايين لأوكرانيا والأولى لها منذ أصبحت أوكرانيا دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. وقد قلدها زيلينسكي وساما أوكرانيا. وكانت المسؤولة الاوروبية قد قالت قبل وصولها إلى كييف إن المحادثات ستتناول كيفية «التقريب بين اقتصاداتنا وشعوبنا في وقت تتقدم أوكرانيا على طريق الدخول» إلى الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار قال زيلينسكي إن بلاده ترغب بالانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة قبيل قرار بشأن منح كييف عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. وقال في المؤتمر الصحفي مع فون دير لايين: «بالنسبة إلينا، تعد مسألة انضمام أوكرانيا إلى السوق الأوروبية الموحدة ملحة، بينما نحن في طريقنا للحصول على وضع عضو في الاتحاد الأوروبي. أنا متأكد أن ذلك سيحدث وسيكون من بين أهم انتصارات بلدنا». وصادق الأوروبيون في يونيو على طلب الترشيح الذي قدمته أوكرانيا الطامحة للالتحاق أيضا بحلف شمال الأطلسي، وهو ما شكل إحدى ذرائع موسكو لشن هجومها العسكري على هذا البلد في 24 فبراير. وعلى إثر الغزو الروسي، فرض الغربيون سلسلة عقوبات شديدة على موسكو وأرسلوا أسلحة إلى كييف مقدمين لها دعما حاسما مكنها في الأسابيع الأخيرة من استعادة مساحات شاسعة من القوات الروسية. غير أن أوكرانيا تطالب أيضا بدعم مالي في ظل انهيار اقتصادها بسبب الحرب، ومع ترقب فصل شتاء صعب في المناطق التي تشهد معارك. وقدر وزير المال سيرغي مارتشنكو في مايو أن كييف بحاجة إلى خمسة مليارات دولار في الشهر لتغطية العجز في ميزانيتها. وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت أمس الخميس أن بلادها ستمدّ أوكرانيا «قريبا جدا» بآليات مدرّعة لكنّها لن تزوّدها في المرحلة الراهنة دبابات قتالية تطالب بها كييف. وعشية زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، زار زيلينسكي مدينة إيزيوم الاستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا من الروس في منطقة خاركيف (شمال شرق)، واعدا الأوكرانيين بـ«النصر». وأكد زيلينسكي في رسالته المسائية اليومية «تحرير منطقة خاركيف بصورة شبه كاملة» مع استعادة «400 بلدة» في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ بداية سبتمبر والذي باغت موسكو على ما يبدو.
مشاركة :