وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال زيارة مفاجئة لكييف السبت برد “الأسبوع المقبل” بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشتد وتيرة الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا. وقالت فون دير لايين في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي “مناقشات اليوم ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع المقبل”. وتطالب أوكرانيا بـ”التزام قانوني” ملموس من الأوروبيين من أجل منحها سريعاً وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسالة. وحتى إذا حصلت أوكرانيا على “وضع المرشح”، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف الى أنه لن يكون هناك مسار “سريع” لانضمامها. ولكن فون دير لايين قالت “نريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي. نريد النظر نحو المستقبل”. وأكدت أن السلطات الأوكرانية “فعلت الكثير” بهدف ترشح البلاد لكن “ما زال هناك الكثير لتفعله”، خصوصا على صعيد مكافحة الفساد. وكانت فون دير لايين صرحت للصحفيين المرافقين لها في زيارتها وبينهم صحفي وكالة فرانس برس “عدت إلى كييف (…) وسنعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا”. ويفترض أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 يونيو. ووصلت فون دير لايين إلى أوكرانيا وسط اشتداد حدة القتال في الشرق. وفي إشارة الى إصرار موسكو على وضع يدها على ما يعتبره الكرملين أرضًا روسية، سلمت الإدارة الموالية لموسكو في خيرسون السبت جوازات سفر روسية لعدد من سكان هذه المدينة التي تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية تاس أن 23 من سكان خيرسون تسلموا جوازات السفر الروسية الأولى خلال مراسم، في “إجراء مبسط” أتاحه مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية مايو. ونقلت “تاس” عن رئيس الإدارة الموالية لروسيا في المنطقة فلاديمير سالدو قوله إن “جميع سكاننا في خيرسون يريدون الحصول على جواز سفر وجنسية (روسية) في أسرع وقت”. ويسمح المرسوم الذي وقعه الكرملين نهاية مايو للسلطات المحلية الموالية لروسيا بتسليم جوازات سفر لسكان منطقة زابوريجيا أيضًا التي تسيطر عليها موسكو جزئيًا. وندّدت أوكرانيا بهذا الإجراء، معتبرة أنه “انتهاك صارخ” لوحدة أراضيها. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن “المرسوم الرئاسي الروسي باطل قانونًا ولن يكون له أي تأثير” على “المواطنة الأوكرانية لسكان الأراضي التي تحتلها روسيا موقتًا”. تدمير كل مدينة وأفاد مكتب زيلينسكي في إحاطة حول الوضع صباحاً، بـ”قصف المحتلين” ليلاً عدة بلدات أو قرى في شرق أوكرانيا، الذي يشكل هدفاً رئيسياً لموسكو، لاسيما في مناطق خاركيف ولوغانسك ودونيتسك. وقال زيلينسكي مساء الجمعة إن “روسيا تريد تدمير كل مدينة في دونباس، كل واحدة من دون مبالغة”. وأضاف أن “القوات الأوكرانية تبذل كل ما بوسعها لوقف هجوم المحتلين بقدر ما تمكنها الأسلحة الثقيلة والمدفعية الحديثة” التي تملكها، مؤكدا “هذا كل ما طلبناه وما زلنا نطلبه من شركائنا”، بينما تستعر المعارك للدفاع عن مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية وجارتها ليسيتشانسك. وأوضحت رئاسة أركان الجيش الأوكراني صباح السبت أنّ “العدو يواصل شن هجمات في مدينة سيفيرودونيتسك”، مؤكدةً صد 14 هجوماً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في 24 ساعة، غير أن القوات الروسية حققت “انتصاراً جزئياً” عند مشارف بلدة أوريخوفو. وفي حال السيطرة على سيفيرودونيتسك، فذلك سيفتح الطريق أمام موسكو إلى مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيشكل خطوة مهمة للسيطرة على كامل دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014. وفي ليسيتشانسك، تحدث السكان لوكالة فرانس برس عن الخيار الصعب الذي يواجهونه: البقاء رغم القصف، أو الفرار ومغادرة منازلهم. وأوضح يفين جيريادا (39 عاماً) أن الطريقة الوحيدة للحصول على المياه حالياً هي الذهاب إلى مركز توزيع في المدينة. وقال “علينا الذهاب إلى هناك تحت القصف وإطلاق النار، هكذا نعيش”. وفي براغ ، أكد وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي السبت مقتل أحد مواطنيه في شرق أوكرانيا. وأفادت صحفية تشيكية بأنه مقاتل متطوع. إلى ذلك أعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك صباح السبت مقتل صحافي عسكري هو الضابط أوليكسي شوباشيف، من غير أن يورد تفاصيل عن ظروف مقتل الصحافي الذي أشرف على برنامج تجنيد وكان مسؤولا عن التلفزيون العسكري الأوكراني. كما يشتد القتال في منطقة ميكولايف المجاورة لأوديسا في جنوب اوكرانيا. نقص في الذخيرة وقال حاكم هذه المنطقة فيتالي كيم لوكالة فرانس برس ان “الروس يستهدفوننا بالمدفعية الثقيلة سواء في المدينة أو في القرى”. وأضاف أن “الجيش الروسي أقوى، لديه الكثير من المدفعية والذخيرة. حالياً، إنها حرب مدفعية… وذخيرتنا تنفد”. وتابع “مساعدات أوروبا والولايات المتحدة مهمة جدًا جدًا لأننا نحتاج إلى الذخيرة للدفاع عن بلدنا”. ويطالب الأوكرانيون حلفاءهم الغربيين باستمرار مدهم بأسلحة جديدة أكثر قوة. وأعلنت واشنطن ولندن تسليم أوكرانيا راجمات صواريخ لا سيما من طراز هيمار البالغ مداها حوالى 80 كلم، ما يفوق بقليل مدى الصواريخ الروسية. وفي هذا السياق، قام وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجمعة بزيارة غير معلنة مسبقا إلى كييف تستمر يومين، شكره خلالها زيلينسكي على دور لندن الرائد في دعم بلاده. وجاءت زيارة والاس غداة إعلان السلطات الانفصالية في دونيتسك صدور أحكام بالإعدام بحق بريطانيَين اثنين ومغربي قاتلوا إلى جانب السلطات الأوكرانية. فوضى سياسية وأعربت فرنسا من جهتها عن استعدادها لتقديم المساعدة لرفع الحصار عن مرفأ أوديسا الأوكراني، بهدف إخراج الحبوب العالقة، ما يهدد بأزمة غذاء عالمية. وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة “نحن في تصرف الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول الى ميناء أوديسا بشكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر”. والتقى ماكرون الجمعة في باريس الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. وكان سال دعا الخميس إلى إزالة الألغام من ميناء أوديسا، وأشار إلى أنه تلقى تأكيداً من الرئيس فلاديمير بوتين أن الروس لن يستخدموه لشن هجوم، كما يخشى الأوكرانيون. وأوضحت قيادة العمليات الأوكرانية في المنطقة الجنوبية ليل الجمعة السبت أن “حركة الملاحة مشلولة في البحر الأسود والسفن المعادية تُبقي الأراضي الأوكرانية بكاملها تقريبا تحت خطر ضربات صاروخية”. وتسببت الحرب في ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة، وتعطلت صادرات الحبوب الأوكرانية بسبب إغلاق أسطول البحر الأسود الروسي لموانئ البلاد، وتعد دول إفريقيا والشرق الأوسط أول من يتعرض لأزمة غذائية. ودعا زيلينسكي السبت إلى ممارسة ضغط دولي لضمان أن ترفع روسيا حصارها عن الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، ما يسمح بتأمين الصادرات اللازمة لتجنيب العالم أزمة غذائية دولية. وحذّر عبر الفيديو خلال حوار شانغري-لا، المؤتمر حول الدفاع والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من أن “العالم سيواجه أزمة غذائية حادّة وحتى مجاعة في عدة دول في آسيا وإفريقيا” إذا لم تستأنف الصادرات الأوكرانية. وقال زيلينسكي أمام الحضور في المؤتمر في سنغافورة، منهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني وي فنغي، “سيؤدي شح المواد الغذائية بالطبع إلى فوضى سياسية تهدّد بإطاحة العديد من الحكومات”.
مشاركة :