حتى في مدينة استثنائية مثل نيويورك ربما يأتي زائر يتسبب في وقف حركة السير، خصوصاً إن كان هذا الضيف هو «أمل الصغيرة»! الدمية التي يبلغ طولها 12 قدماً وتجسد فتاة لاجئة سورية عمرها 10 سنوات، تقوم بجولة مدتها 17 يوماً في كل ركن من أركان المدينة التي يطلق عليها «التفاحة الكبيرة» كحلقة من حلقات مشروع مسرحي يستهدف رفع الوعي بشأن الهجرة. وقال نزار الزعبي، وهو مخرج وكاتب مسرحي والمدير الفني للمشروع الذي يطلق عليه «أمل الصغيرة تجوب مدينة نيويورك» لوكالة «أسوشييتد برس»: «عندما نتحدث عن الهجرة واللاجئين، نميل إلى نسيان أن أكثر من نصف الأشخاص الذين نتحدث عنهم هم من الأطفال. الحقيقة هي أنهم أطفال، وجميع الأطفال يتمتعون بالجمال على طريقتهم. وأعتقد أن هذا ما تقدمه أمل». من المقرر أن تزور أمل المقاصد السياحية الشهيرة في المدينة مثل ساحة «تايمز سكوير» ومحطة «غراند سنترال» للقطارات والمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي و«سنترال بارك»، وكذلك المجتمعات البعيدة عن توهج منطقة مانهاتن، مثل حي كورونا في كوينز وبيدفورد ستايفسانت في بروكلين. وأكمل الزعبي: «يتمثل دور المشروع في الحديث عن النزوح، وعن الهجرة، وعن الضعف في سياقات مختلفة». وفي كل محطة من المحطات الـ55 المخطط لها، تواصل المنظمون مع فنانين وقادة مجتمعيين لإقامة فعاليات خاصة يرسخها المكان الذي تتم زيارته. ووصلت الدمية إلى المدينة الأمريكية بعد إكمال رحلة مسافة 5000 ميل عبر أوروبا، من الحدود السورية التركية إلى مانشستر في شمال غرب إنجلترا. وجابت 12 دولة، بما اشتمل على استقبال لاجئين من أوكرانيا في محطة قطار بولندية والتوقف في مخيمات للاجئين باليونان، كما التقت البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
مشاركة :