منذ لحظة الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، لم يتوقف الحديث عن أهم تداعيات وفاة الملكة التي جلست على عرش بريطانيا لسبعين عاما، وكيف ستتغير حياة البريطانيين والعائلة المالكة البريطانية بعد وفاتها، بالإضافة إلى أسئلة عديدة أخرى ترددت كثيرا، تتضمن سؤال عن إرث الملكة الذي سينتقل لعائلتها بعد وفاتها. تتضمن ثروة الملكة التي ستنتقل بعد وفاتها إلى ورثتها الكثير من المقتنيات الثمينة والتي لا يقدر بعضها بثمن وتشمل مجوهرات تاريخية وأعمال الفنية، ولكن كل ما سبق ليس الإرث الكامل للملكة وإنما جزء منه حيث ينقسم إرث الملكة إلى قسمين: ممتلكاتها الشخصية وممتلكات التاج، ويتكون الأول من مجموعة ممتلكات شخصية للملكة، تتضمن عقارات ومقتنيات شخصية ثمينة، والتي تقدر إجمالي قيمتها بأكثر من 420 مليون دولار وذلك وفقا لصحيفة صنداي تايمز، أما القسم الثاني فيتضمن ممتلكات ومقتنيات ثمينة تابعة للتاج البريطاني. الممتلكات الشخصية للملكة الراحلة تتضمن مجوهرات وسندات أراضي وعقارات وأموال ورثتها عن عائلتها، ولها الحق الكامل بالتصرف فيها دون أي وصاية من الدولة البريطانية وهي أيضا ممتلكات يتم توارثها بين أفراد عائلة المالكة وفقا لوصيتها، وتتضمن هذه الممتلكات قلعة بالمورال، أحد المنازل المفضلة للملكة والذي قضت فيه أيامها الأخيرة، وهناك أيضا منزلها في ساندرينجهام حيث اعتادت الملكة أن تقضي عطلة أعياد الميلاد في كل عام، كلا العقارين من الممتلكات الشخصية للملكة والتي يرثها أفراد من عائلتها وفقا لوصية الملكة. الممتلكات الشخصية الخاصة بالملكة تتضمن أيضا مجموعة من المجوهرات القيمة التي ظهرت بها الملكة على مر السنوات وتحدثت التقارير عن أن غالبية هذه المجوهرات ستذهب إلى الملك تشارلز الثالث King Charles II وزوجته الملكة كاميلا Queen Camilla، والأمير وليام Prince William وزوجته كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales، لكونهما ملك وملكة بريطانيا المستقبليين، وستوزع بقيتها على بقية أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد الملكة وفقا لوصية الملكة، ويقال إن الأميرة تشارلوت Princess Charlotte، ابنة الأمير وليام، سترث وحدها من الملكة مجوهرات ملكية لا تقل قيمتها عن 110 مليون دولار. التقارير تحدثت أيضا عن أن الملكة عدلت وصيتها مؤخرا بحيث لا يرث الأمير هاري Prince Harry وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس، وطفليهما أي من مجوهراتها الشخصية، ويعتقد أن السبب هو حقيقة أن مجوهرات الملكة الشخصية، تستخدم أيضا إلى جانب مجوهرات التاج البريطاني للزينة في المهمات والارتباطات الرسمية، لذلك يقال إن الملكة قررت توزيعها بين أفراد العائلة المالكة الذين يقومون بمهمات رسمية، مما يستبعد ميغان وهاري لانسحابهما من الحياة الملكية. ميراث التاج البريطاني هو التركة الملكية الخاصة بالتاج البريطاني Crown Estate وهي تحت إشراف حكومي بريطاني ولا يمتلك الملك البريطاني حرية التصرف فيها على غرار ممتلكاته الشخصية أو حرية اختيار وريث لها، وإنما يمنح للملك أو الملكة البريطانية فقط حق استخدامها مدى الحياة لينتقل ذلك الحق بعدها لوريث العرش البريطاني، والملك الجديد، والذي أصبح الآن الملك تشارلز الثالث King Charles III، الابن الأكبر للملكة الراحلة إليزابيث الثانية. تضم ممتلكات التاج البريطاني مجموعة من الممتلكات والأراضي التي تقع في جميع أنحاء المملكة المتحدة وتشمل قصر باكنغهام، ودوقية كورنوال، وقصر كينسينغتون، وحوزة تاج اسكتلندا، والمنحة السيادية، وهي الراتب السنوي الذي يحصل عليه الملك أو الملكة البريطانية وتقدر بنحو 98 مليون دولار، إلى جانب الملكية الشرفية لجميع البجع والحيتان والدلافين في المملكة المتحدة والتي تعد ملكية للتاج البريطاني. وفقا للتقاليد الملكية فإن محتويات وصية الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ستظل سرية وربما لن يتم الإعلان عنها بعد مرور عدة عقود، على غرار الوصية التي يتركاها أفراد آخرين من العائلة المالكة البريطانية مثل الأمير الراحل فيليب Prince Philip زوج ملكة بريطانيا، والذي لن تكشف محتويات وصيته إلا بعد مرور 90 عام من وفاته، في حين أن محتويات وصية الملك البريطاني يمكن أن تظل سرية إلى الأبد، خاصة إذا ما أوصى الملك البريطاني صراحة بذلك قبل وفاته، جدير بالذكر أن تقليد إبقاء محتويات الوصايا الملكية سريا قد منذ أوائل القرن العشرين عندما طلبت الملكة ماري من تيك Queen Mary of Teck  إبقاء الوصايا الملكية سرية.