عروض أم كلثوم وفريد الأطرش "الإسرائيلية" تُثير جدلاً واسعاً في المغرب

  • 9/18/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – استأنف المغرب العلاقات مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر كانون الأول 2020 بوساطة أمريكية، وذلك في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية وفق مراقبين، لكن العروض الإسرائيلية الأخيرة في البلاد أثارت حفيظة بعض المؤيدين للقضية الفلسطينية ومنهم عزيز الهناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع الذي قال "التطبيع الثقافي والفني أخطر من التطبيع السياسي والديبلوماسي والأمني، لأنه يستبدل السردية الحقيقية للمحتل تحت غطاء الفن والثقافة". وتساءل "هل أم كلثوم وفريد الأطرش منتج عربي أم إسرائيلي؟". وأثار تقديم ثلاثة عروض مسرحية إسرائيلية في الآونة الأخيرة بالمغرب لأول مرة حالة من الجدل بين مرحب ومعارض، وسط إقبال جماهيري محدود على القاعات. وعرضت أيام 14 و15 و16 سبتمبر أيلول بمسرح محمد الخامس في الرباط مسرحيات (أم كلثوم) و(فريد الأطرش) و(بابا عجينة) لفرقة المسرح العربي في يافا، وهو مسرح يقول إنه يتبنى نظرة ثنائية في اللغة والدمج بين الثقافتين والتراثين العربي والعبري من أجل "التقارب". وتناولت مسرحية (أم كلثوم) سيرة المغنية المصرية الشهيرة وأهم أعمالها ومحطاتها الفنية، كما تضمنت المسرحية أوركسترا لأداء بعض أشهر أغانيها، وكذلك مسرحية (فريد الأطرش) التي تحدثت عن مساره الفني ومسار أخته المغنية أسمهان من خلال أشهر ألحانه وأغانيه. واستعرضت مسرحية (بابا عجينة) نمط عيش أسرة يهودية من أصول عربية تعاني بسبب الاندماج في الثقافة الإسرائيلية بعد هجرة الوالدين إلى إسرائيل في قالب كوميدي تراجيدي. وقالت المخرجة والممثلة الإسرائيلية خانة وزانة جرونوالد إنها استلهمت العرض من قصة حياتها، إذ هاجر والداها من المغرب إلى إسرائيل ووجدت بعض الصعوبات في البداية للاندماج في المجتمع الجديد. وأضافت في حديثها إلى رويترز "شعرت بترابط قوي بيني وبين الجمهور يبعث على الارتياح، التجاوب كان جميلا ودافئا". وتم عرض هذه المسرحيات بمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الأفريقي، والمجموعة الثقافية الرباط-يافا. وسبق لفرق فنية إسرائيلية زيارة المغرب والمشاركة في بعض المناسبات خلال الأعوام القليلة الماضية، ومنها أوركسترا الموسيقى في أشدود، لكن العروض المسرحية الجديدة أخذت شكل التعاون المؤسسي. وقال الممثل والموسيقي الإسرائيلي زيوار بهلول لرويترز "هذه أول مرة يعرض المسرح العربي العبري في دولة عربية، ويسعدنا جدا أن نفتتح هذه الجولة بالمغرب". وأضاف "كنا قد بدأنا عروضا في عدة مدن فرنسية، لكن توقفنا بسبب (جائحة فيروس) كورونا، وإن شاء الله نقدر نوصل لعدد كبير من الدول العربية لأننا نريد أن ترى الدول العربية الفن الذي نقدمه". ولطالما وقفت النقابات الفنية في عدد من الدول العربية ضد أي تبادل ثقافي مع إسرائيل بسبب ممارساتها في الأراضي الفلسطينية. وطالب جمال العسري منسق (الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع) المكونة من 18 هيئة حقوقية وحزبية ونقابية مغربية بوقف العروض الإسرائيلية، وأكد أن الجبهة ستخوض كل الأشكال الاحتجاجية في سبيل ذلك. وكان نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب إبال ديفيد قال للصحافة عند تقديمه لأول عرض مسرحي (أم كلثوم) يوم الأربعاء الماضي إن هذه العروض "بداية التعاون بين المغرب وإسرائيل في ميدان المسرح بما يجسد رؤية العاهل المغربي محمد السادس في النهوض بالعيش المشترك والتعايش خاصة بين المسلمين واليهود".

مشاركة :