ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، درسه في شرح كتابي تفسير السعدي وعمدة الأحكام في رحاب المسجد الحرام, وذلك ضمن البرنامج العلمي الدائم, بحضور عدد من قاصدي بيت الله الحرام وطلاب العلم. واستكمل الشيخ السديس درسه بشرح تفسير سورة الحديد من الآية (15) إلى الآية (21) بعد توقفه في الدرس السابق حيث ذكر: مناسبة قوله تعالى فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)، أن الله سبحانه لما ذكر حال المنافقين وأنهم أهلكوا أنفسهم بالنفاق والمعاصي، وانتظروا أن تدور على المؤمنين الدوائر فينطفئ نور الإيمان، وشكوا في أمر البعث، وغرهم الشيطان وأوقعهم في مهاوي الردى. واضاف الدكتور السديس : أن مناسبة قوله تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)، أن الله سبحانه لما ذكر الفرق بين المؤمنين والمنافقين يوم القيامة، وأن الأولين لهم نور يهديهم إلى طريق الجنة، وأن الآخرين يطلبون منهم أن يأتوهم قبساً من نورهم يهديهم إلى سبيل النجاة، فيردونهم خائبين ويقولون لهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً. ثم انتقل الدكتور السديس إلى شرح الحديث الرابع من كتاب الصلاة، باب المواقيت , وهو حديث أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ قَالَ : “دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ, فَقَالَ لَهُ أَبِي : كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ؟ فَقَالَ : كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ- الَّتِي تَدْعُونَهَا الأُولَى-حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ, وَيُصَلِّي الْعَصْرَ, ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ مِنْ الْعِشَاءِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا, وَالْحَدِيثُ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلَ جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إلَى الْمِائَةِ”. موضحاً مسائل الحديث وفروعه وذكر مفرداته وفي ختام الدرس استقبل الدكتور السديس أسئلة الحضور والإجابة عليها, موضحاً أهمية هذه الدروس ودورها في النقل الصحيح المستمد من الكتب والمتون الصحيحة, مؤكداً حرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على الجانب التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع لزوار بيت الله الحرام.
مشاركة :