أيادي قطر البيضاء ترعى القضية الفلسطينية منذ النكبة

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة ـ سميح الكايد: أشاد مسؤول فلسطيني بمواقف قطر المبدئية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية ومواصلة مد يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني في إطار العمل على تمكينه من مواجهة التحديات والصمود في أرضه والحفاظ على مقدساته وهويته. وقال السيد حسام بدران الناطق باسم مكتب حركة حماس بالدوحة في حديث لـ الراية إن قطر هي الدولة والجهة المانحة التي لم تتوقف عن تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في كل محنه وقد برز ذلك في موقفها المشرف بمواصلة دعم عملية إعمار غزة رغم الصعاب والتضييقات والحصار الذي يعاني منه القطاع إقليمياً وإسرائيلياً. وأضاف بدران قائلاً: إن دولة قطر قطعت شوطاً لافتاً في مجال العمل على إعادة الإعمار في وقت لم تعمل الجهات المانحة المتعهدة بإعادة الإعمار شيئاً على الأرض تحت مبررات صعوبة التنفيذ نظراً للحصار المطبق على القطاع، بينما قطر وفي إطار مساعيها الخيّرة لمساعدة الشعب الفلسطيني داباً على سياستها القائمة على مد يد العون الإنسانية لكافة الشعوب العربية والإسلامية المضطهدة تحدت كل الصعاب ولازمت تعهدها وشرعت، في العمل على تحقيق مشاريع إعمارية في القطاع وبذلت في هذا الاتجاه مساعي كبيرة تستحق كل التقدير. وأضاف أن هذه المواقف القطرية الأصيلة ليست بغريبة ولا بجديدة على دولة قطر المعطاءة وصاحبة الأيادي البيضاء في الأعمال الخيرية والإنسانية، فقد كانت من أبرز من أبدوا حرصاً منذ البداية على دعم القدس والمقدسيين والعمل على التحرك إقليمياً ودولياً من أجل إفشال المشروع الصهيوني لتهويد المدينة المقدسة والأقصى الشريف ولها في هذا السياق بصمات كبيرة في المنابر الدولية وعلى الساحة الإقليمية وأشار إلى أن قطر قيادة وحكومة وشعباً تقف قلباً وقالباً مع الشعب الفلسطيني الذي يخوض حالياً أشرف انتفاضة ضد سياسات الاحتلال الصهيوني للحفاظ على وطنه ومقدساته وهويته وأرضه سواء في القدس أو الضفة أو الداخل الفلسطيني أو في غزة وهذا الموقف القطري سيسجله التاريخ. انتفاضة القدس وقال في معرض الحديث عن الانتفاضة التي تشهدها القدس وفلسطين المحتلة ككل: إن الانتفاضة التي انطلقت شرارتها في الضفة الغربية والقدس، كانت شعبية بامتياز، ولم يكن لأي سياسي أو فصيل فلسطيني دخل في انطلاقها أو حتى توجيهها فهي انتفاضة أبطالها لا ينتمون إلا لفلسطين ولا يتبعون فصيلاً هنا أو هناك هدفهم تحقيق الحرية والهوية ودحر الاحتلال وحماية الأقصى والمقدسات. ورغم انسجام معظم التصريحات الصادرة عن القيادات الفلسطينية للفصائل حول المزاج الجماهيري العام الداعم للانتفاضة والرافض لإجراءات الاحتلال إلا أن ثمة تبايناً في مواقف القيادات حول أسباب اندلاع الانتفاضة وطرق دعمها وتوسعة رقعتها واستخدام السلاح من عدمه خلالها، لافتاً هنا إلى أن هناك من داخل الصف الفلسطيني من يعمل على إجهاضها إرضاء للاحتلال ولضمان الحصول على شهادة حسن سلوك منه للأسف وهذه حقيقة فئة قليلة منتفعة لا يهمها القضية وهمها منصب على مصالحها الذاتية ولا تأثير يذكر لها على عموم الصف الفلسطيني. وتساءل بدران هنا بالقول: لا نعرف سبب الإصرار على المفاوضات والتي وصفها الرئيس عباس نفسه بأنها عبثية إضافة إلى أنها لم تحقق على مدار عشرين عاماً أي فائدة تذكر للشعب الفلسطيني بل على العكس شكلت غطاء قوياً للتغول الاستيطاني ورفع وتيرة الممارسات القمعية الصهيونية ضد شعبنا الأعزل وأسفرت عن مزيد من عمليات المصادرة للأراضي وهدم المنازل والاعتقال بالجملة في صفوف الشعب الفلسطيني إضافة إلى تغول حكومة نتنياهو الاستيطانية في عمليات قتل أبناء الشعب بدم بارد وإعدامهم في الساحات العامة أمام الفضائيات وعلى مسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً ولم يأخذ بالحسبان اليد الفلسطينية الممتدة للسلام. مطلوب حوارات وطنية ودعا بدران إلى حوارات وطنية فلسطينية من أجل تطوير انتفاضة القدس وحمايتها وتوفير سبل نجاحها، محذراً هنا من محاولات الالتفاف على مسار هذه الانتفاضة. وأكد على أهمية عدم حرف البوصلة قائلاً في هذا الصدد نحن في عمق انتفاضة القدس ولها أهدافها وسياساتها وأدواتها، ولا نريد أن ندفع دماء أبنائنا ونسائنا ثم لا نحقق ما انتفضنا لأجله حاثاً هنا وسائل الإعلام الحرة على العمل على توفير أرضية إعلامية هادفة لهذه الانتفاضة وعدم الدخول في مطبات الإعلام الإسرائيلي المغرض. واعتبر أن الدعوات التي تطلق من الكثيرين من أجل إطلاق الصواريخ تحرف التوجه، والانتفاضة إلى ميدان آخر وصيغة أخرى. وبالتالي تظهرنا أمام العالم بأننا المعتدون وهم الأبرياء، وأن جرائمهم في القدس والأقصى والضفة تمر بل تمضي في سبيلها وتنحرف البوصلة في اتجاه غزة / وبالتالي يقوم المحتل بفعل ما يحلو له من جرائم بعيداً عن أعين العالم معتبراً أن انتفاضة القدس مقدمة لانتفاضة التحرير. وأشاد بدران بالدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام القطرية في نقل الحقائق والوقائع لهذه الانتفاضة ومساراتها وأشاد بدور الكتاب وأصحاب الأقلام في قطر. وأشاد كذلك بالدور الذي يلعبه الإعلام الفلسطيني المقاوم وبإنتاجاته المميزة التي ساهمت في تعبئة الشارع وحشده، وإرباك الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة استقراره. مكاسب وأكد أن الحراك الحالي حقق مكاسب عديدة، والانتفاضة ستستمر حتى تلبية كافة حقوق الشعب الفلسطيني، باعتبار أن قواعد اللعبة تغيرت بتحرك الجماهير الغاضبة التي يتقدمها جيل شبابي ولد من رحم الانتفاضة الثانية وهو الجيل الذي فشلت مراهنات الاحتلال على ابتعاده عن الحس الوطني وروح الانتماء فجاء تحركه صاعقة على رأس المحتل الذي أصيب بإرباك لم يشهده من قبل. وقال إن شعبنا في انتفاضته يملك حقاً قانونياً شرعته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية التي تؤكد حق أي شعب محتل ومظلوم في أن يعمل من أجل فك قيده ونيل حريته وتأكيد كرامته لافتاً إلى أن جرائم حكومة نتنياهو الاستيطانية هي التي دفعت بالأوضاع في فلسطين المحتلة بهذا الاتجاه ولهذا فإن على هذه الحكومة العنصرية تحمل المسؤولية إزاء ما يجري ويجب ملاحقة هؤلاء المجرمين الصهاينة في المحاكم والمحافل الدولية لمعاقبتهم على جرائمهم. وحدة الصف الفلسطيني ودعا إلى تحقيق وحدة وطنية حقيقة يتم خلالها تجاوز الخلافات والتعالي على الجراح والآلام التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء الانقسام. ووجّه دعوة إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني على مختلف شرائحهم للتوحد في الميدان وإعادة الاعتبار للعمل المقاوم المشترك والعمل المشترك من أجل نيل الحق الفلسطيني التاريخي ودحر الاحتلال والتخلص من استشراء سرطان الاستيطان الصهيوني. وأوضح أن الانتفاضة التي انطلقت من ساحات المسجد الأقصى والممتدة في كل أرجاء فلسطين من رفح حتى رأس الناقورة، تؤكد وحدة الدم والمصير ووحدة الهدف لتحرير الأرض ودحر الاحتلال. وطالب بتكثيف التحرك السياسي والقانوني لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لإجبار إسرائيل على وقف إرهابها وجرائمها، وفي المقدمة منها عمليات الإعدام الميداني والتصفية الجسدية التي يتعرض لها أبناء وبنات الشعب الفلسطيني. كما دعا الجميع للانخراط في انتفاضة القدس التي انطلقت في جميع الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد إيقافها، وأن خيار الانتفاضة هو الكفيل بتحرير الأرض وفرض معادلات جديدة بعد فشل معادلات المفاوضات والتسوية، مشيراً إلى أن من يقود انتفاضة القدس هم جيل التحرير من شباب فلسطين ممن أفشلوا الرهانات على أن جيل أوسلو لن يفكر يوماً بقضيته لأنه على حد زعم المراهنين إسرائيليين كانوا أم منسقين معهم من أعوانهم سيكون غارقاً في الوهم البراق.

مشاركة :