أصدرت الكاتبة والشاعرة ندى السيد يوسف الرفاعي الطبعة الأولى من ديوان «رفاعيات»، الذي ضم أعمالها الشعرية الكاملة، وجاء في 502 صفحة. وتميزت قصائد الديوان بدقة الوصف وسلاسة الكلمة وعمق المشاعر، حيث جاءت بطريقة جميلة فيها الوضوح، واشتمل الديوان على القصائد الدينية والوطنية والاجتماعية. قدَّم د. عادل العبدالمغني الديوان، وكتب: «طلبت مني الشاعرة ندى الرفاعي تقديم كلمة لديوانها، وما الشعر إلا حديقة فيها الأشجار الوارفة الظلال والأزاهير اليانعة، فتستريح بين خمائل الشعر الأبدان، وتتفتح مدارك العقل، وتنطلق الروح، وتسمو في جماليات بيان الشعر وبحوره وقوافيه وأوزانه الرنانة، فيطرب ويستريح البال، ويجد الإنسان في الحديقة الشعرية الزهور، بأشكالها وألوانها وتنوع رائحتها، ويشكر الله ويسجد لخالقه الذي أعطاه ووهبه هذه الطبيعة الرائعة، وكل إنسان جميل يرى الوجود جميلاً». وتابع د. العبدالمغني: «الشعراء أنواع وصنوف ومذاهب واتجاهات فكرية وسلوكية، وكل منهم له اتجاه وطريقة وأسلوب ومريدون، لكن حين أقرأ شعر الأديبة ندى الرفاعي أجد فيه تأثير البيئة الدينية والعلمية والتربية الأسرية على أشعارها، فهي من بيئة علمية محافظة، ودائماً تتغنى بهذا الكون البديع، وتحلِّق في أشعارها إلى بلاد مهد الرسالات السماوية ورموز السيرة النبوية، كما تضع مكانة بارزة للعلم والعلماء العظماء الذين خدموا البشرية، ومن كان لهم بصمات في الشعر والأدب والتاريخ والأخلاق. كل هذه الأشعار تثري العقل والفكر ومتذوقي الشعر، وهذا ما وجدته في قصائدها». من جهتها، كتبت الكاتبة ريما أحمد مصباح منيمنة، عن ديوان الرفاعي: «نجد حصاد سنينها، بحلوها ومُرها، بين دفتيه، تتنقل في مروج الحياة وروض الرؤى، من صلوات وتسبيح إلى سير أنبياء في قصائد، ومن مدائح الصالحين إلى دوحة عائلتها الرفاعية، ثم تنتقل إلى دفء أحضان الوطن الحبيب في عزه وانكساره، راثية الشهيدة الكويتية أسرار القبندي، ثم تأخذ بيدك وتلج بك إلى عالم وأدبيات الصمود في وجه المحتل، لترسم بقصائدها ملاحم التصدي وفرحة التحرير. تأخذك بعد هذا الترحال الجميل لتكشف لك عالم الأسفار، ثم تقدم فضل المعلم والعلماء. كما أن فلسطين السليبة راسخة في وجدان الشاعرة، فقد خصصت لها قصائد، وللقدس قدمت أجمل الأبيات الشعرية. ثم تجول وتصول في رحاب الإسلاميات النقية الصافية، حيث تجيد الشاعرة وتتحفنا بأجمل الصور الشعرية. ولم تنس شاعرتنا بيت الأدباء الكويتيين وأعلامها ونجومها من أدباء وشعراء، حتى حديقة الرابطة لاقت عندها نصيباً من الأبيات. كما جمعت القصائد التي قيلت في مدح شعرها لزملاء لها في هذه الصنعة الأدبية الفذة، وهي تستحق هذا الثناء». جدير بالذكر، أن الرفاعي محاضر لغة إنكليزية في مركز اللغات بكلية التربية الأساسية، شاركت في العديد من الأنشطة واحتفالات رابطة الأدباء الكويتيين، وأصدرت العديد من الدواوين الشعرية والكتب المترجمة والبحوث. في حب الله ومناجاته من قصائد الديوان، «في حب الله ومناجاته»، ومنها هذه الأبيات: أقولُ، وحالُ المرءِ ليس يقال ولكن لوجد الوالهين مجال وماذا عسى يجدي مزيد تكتُّمي وحالي حديث شائع ومقال يقولون: كم للشعر عِندك حاجة فما لكِ لا يأتيكِ منه مثال فقلت: دعوني للذي هو شاغلي فما عاد لي بالعالمين وصال ولم تدرِ في الأحوال، كيف أحبهم وإن قُلتُ شعراً في الغرام يُصال ولن يُعرف المكنون في صَدَفِ حوى هواهم، ولو زال الزمان وزالوا ومهما تقولوا ما أغادر حيَّهم ولو هجروني، إن ذاك محال
مشاركة :