لماذا لا يتم توفير مضخة الأنسولين لمرضى السكري النوع الأول؟

  • 9/21/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نعتقد أن وزارة الصحة على علم كامل بما يتعرّض له مرضى السكري من نوبات هبوط وارتفاع بمستوى السكري في الدم، وتعلم أنها قد تتكرر لهم مرات عديدة في اليوم الواحد، وتعلم بتأثيرات المرض المستقبلية خطيرة جدًا على الكليتين والكبد والمناعة والبصر وأعضاء المريض، وتعلم أنهم يعانون كثيرًا من تلك المضاعفات التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي واعتلال شبكية العين وبتر بعض الأعضاء، وتعلم أنهم في كثير من الأحايين تهدد تلك النوبات والمضاعفات حياتهم إذا ما أصابتهم في بعض الأماكن الحرجة التي لا يستطيعون فيها التأكد من حقيقة ما هم فيه، لأن بعض الأعراض بين هبوط مستوى السكري في الدم وارتفاعه متشابه، وكل منهما يحتاج إلى تعامل خاص لتفادي خطورته على حياتهم. وقد أشار البحث إلى أن التصنيف الحالي لمرض السكري يفتقر إلى الدقة، وأن هناك تصنيفات أخرى تؤدي إلى نتائج أفضل، كما قالت دراسة حديثة إن مرض السكري ينطوي على خمسة أنواع مختلفة يمكن علاج كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى. والشائع عن مرض السكري، الاضطرابات في نسبة السكر في الدم، أنه ينقسم إلى الفئة الأولى والفئة الثانية، لكن باحثين من السويد وفنلندا يرون أن هناك صورة أكثر تعقيدًا لهذا المرض عما هو شائع، إذ اكتشفوا المزيد من أنواع داء السكري، وفي طريقهم إلى بداية عصر جديد لعلاجه وتحديد طريقة علاج خاصة بكل مريض. وقال خبراء إن الاكتشاف الذي توصل إليه الباحثون يبشّر بمستقبل أفضل لعلاج مرض السكري، لكن التحوّل إلى طرق العلاج الجديدة لن يكون في وقت قريب. فوزارة الصحة على علم أكيد بكل مستجدات مرض السكري، ولديها الحلول التي تقلل من أثر مضاعفاته على حياة المرضى، وأن الرتابة في العلاج قد تزيد من تعرّض مريض السكري لمضاعفات عكسية لا يُحمد عقباها، وتعلم أن آلاف المواطنين يعانون من مرض السكري، وتعلم أن المصابين به من الأطفال يمثلون نسبة كبيرة لا يستهان بها، هنا لن نتحدث عن الأسباب غير الوراثية لهذا المرض، التي ربما تنتج من أخطاء طبية لا قدر الله، ولكننا ما نقوله يتعلق بتعامل الوزارة مع هذا الموضوع، هل كان من ضمن اهتماماتها الطبية أم لا؟ هل قامت بإجراء دراسات علمية معمقة لهذا المرض الشائع بين أبناء البحرين؟ هل توصلت إلى نتائج حقيقية من خلال تلك البحوث والدراسات أن وجدت؟ ما أردت قوله في هذا المجال؛ أن الوزارة بإمكانها توفير مضخات للأنسولين لمرضى السكري لتأمين ضخ الأنسولين لهم في وقت حاجتهم له، وحماية المصابين به من أي مضاعفات خطيرة قد تصيبهم في أي وقت، وتعلم الوزارة أن غالبية المرضى ليس لهم القدرة المالية لتوفير مضخة الأنسولين لأنفسهم، وكما تعلم أن السبب في ذلك سعرها المرتفع جدًا. نعتقد أن الصحة من واجباتها توفير أفضل العلاجات والطرق المساعدة للعلاج للمواطن المصاب بداء السكري. إذا ما وُجدت الإرادة فلن يكون توفيرها بالأمر الصعب، لحين توصّل مراكز الأبحاث الطبية العالمية إلى علاج ناجع للمرض تفيد البشرية، فكثير من الأمراض المزمنة توصّل العلماء إلى علاجات لها، وحققت نتائج مذهلة، ومن متابعاتنا لمرض السكري رأينا أن هناك محاولات علمية رائعة توصّل أصحابها إلى علاج لهذا المرض الخطير، وقد أخبرنا بذلك أحد الاستشاريين البارزين في البحرين، ولكن هذا النوع من العلاج لا يمكن استخدامه إلا بعد إجازته طبيًا، وهذا يحتاج إلى سعي حثيث من وزارة الصحة لاعتماده عالميًا للبحرين. لدينا قدرات وكفاءات علمية وطبية من أبناء الوطن لو يوفر لها مراكز أبحاث مجهزة بكل متطلباتها اللازمة، ويُفسح لها المجال كاملاً، وتُفرّغ لإجراء البحوث والدراسات الطبية والعلمية، لأثبتوا للعالم أجمع أنهم لا يقلون في إمكاناتهم العقلية عن أقرانهم في جميع دول العالم، فوزارة الصحة والجهات المعنية بتنمية القدرات الطبية والعلمية للأطباء البحرينيين بمقدورها النهوض بهذا الجانب المهم. نأمل أن تأخذ وزارة الصحة هذا المطلب بعين الاهتمام، لما فيه من فائدة كبرى للوطن والمواطن، والعمل حاليًا على توفير مضخات الأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول، ليعيشوا من دون قلق ولا خوف على حياتهم. تعلم الوزارة أن ما يطلبه مرضى السكري ليس توفيره مستحيلاً عليها، فهو في متناولها. حفظ الله جميع المرضى من كل سوء، ووفق الساعين لتنمية الخدمات الطبية والعلاج في بلدنا الحبيب.

مشاركة :