ما تشهده الساحة الانتخابية هذه الأيام مؤسف، اتهامات متبادلة وصراع مكشوف وتقسيم سياسي لا علاقة له بمصالح البلد والناس، فالوضع مما نسمعه ونشاهده بين مجموعة غير قليلة من المرشحين المؤثرين أشبه بتصفية سياسية واجتماعية يخوضها نواب سابقون ومرشحون قدامى وجدد، وإذا تمعنا جيداً في ما تم تداوله في بعض الندوات التي أقيمت حتى الآن وجدنا أن الصراعات الشخصية هي البرنامج الانتخابي للبعض، وهي المادة التي يسوق بها نفسه للكرسي النيابي بعيداً عن أي أفكار وخطط تقوم مسار البرلمان والحكومة، وتجمع كلمة المجتمع وتوحدها لمستقبل الوطن. من جانب آخر، يستخدم بعض المرشحين سلاحاً فاسداً في مشواره الانتخابي، وهو بث الإشاعات ضد الآخرين خصوصاً ممن يظن أنهم أعلى حظوة منه في الانتخابات وأقرب فرصة للكرسي الأخضر، ومن متابعتي للدائرة الثالثة- كوني ترشحت فيها سابقاً- فقد آلمني اتباع البعض للدعايات الرخيصة وإلقاء الاتهامات جزافاً ضد المنافسين، وبدلاً من الانشغال في عرض أفكاره وتسويق برنامجه ضيع وقته وجهده في هدم ما يبنيه الآخرون لأنفسهم في مسلك مريض لا يتفق مع النفس السوية والأخلاق والمنافسة الشريفة. وعند الحديث عن الانتخابات لا بد من الإشادة بالموقف الحكومي الجاد في منع استقبال المرشحين في الوزارات والمؤسسات الحكومية لمواجهة موسم الوساطات الظالمة وسرقة الحقوق والرشا المقنعة، وكذلك الخطوة الموفقة بمنع برامج اليانصيب الانتخابية التي تسمى فكاهة برامج تحليل انتخابي، وهي ليست منها في شيء كما طالبنا بذلك سابقاً، وأتمنى منك عزيزي القارئ أن تشاهد تقريراً استقصائيا قدمته إحدى المؤسسات الإعلامية في «تويتر» (اسم الحساب «منشور» manshoor@) عن احتيال وغش بعض العاملين في برامج التحليلات الانتخابية، وكيف تحولت هذه العملية إلى سوق ابتزاز وتضليل أيام الانتخابات لتنصدم بما يجري تحت الأرض الخفية في الانتخابات. بالطبع توجد فئة من المرشحين اجتهدت بصورة حسنة في تقديم ما لديها للناس، وتسعى إلى كسب قناعات الناخبين بوسائل نزيهة، ونتمنى النجاح في هذه الانتخابات للعناصر النزيهة والصادقة التي تحمل همّ الوطن والمواطن وتنفذ أجندة مخلصة لحل القضايا العالقة سياسيا وتشريعيا واجتماعياً دون انحياز لفئة أو جماعة أو تكتل، وتجتهد فعلاً في تصحيح مسار البلد الذي عانى كثيراً خلال السنوات الماضية، ولكن السؤال الذي نوجهه إلى بعض المرشحين: إذا كان هذا صراعكم قبل العضوية فماذا ستفعلون إذا جلستم جنباً إلى جنب في المجلس؟ والله الموفق.
مشاركة :