شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، صباح أمس الأربعاء، افتتاح فعاليات الدورة الثانية والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي تحت شعار «حكايات البحر»، والذي تقام فعالياته في مركز إكسبو الشارقة، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة إقليمية ودولية واسعة. بدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، تلاه عرضٌ مرئي جسّد فكرة شعار الدورة الحالية للملتقى، التي تجمع حكايات البحر وتاريخها الزاهر في الذاكرة الشعبية الإماراتية، وفي مختلف الدول العربية. وتابع سمو ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، خلال عروض الافتتاح، فقرة عن فن النهمة والتي قدمتها مجموعة من الفنانين، وهي وصلة فنية غنائية تناولت نماذج من هذا الفن البحري العريق، وأنغامه وأشعاره المتنوعة المحتوى، والتي رافقت الصيادين خلال رحلاتهم البحرية في الماضي. وتضمنت الفقرة التي أتت بمصاحبة عرض مرئي على الشاشة، أناشيد منوعة تحث على الشوق للديار، والقيم الأصيلة، إلى جانب بعض الأهازيج التي تمجد المناسبات الدينية. اعتزاز بالهوية قدم بعدها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، كلمةً، أكد فيها الدعم الكبير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للثقافة المحلية الإماراتية والعربية، وتكريم رموزها المبدعين، وعلى تلاحم الأجيال الوطنية المبني على الفخر بالتراث، والاعتزاز بالهوية، مستعرضاً العلاقة الوطيدة بين الإماراتيين والبحر، حيث كانت حياتهم مرتبطة به وبعوالمه ومواسم ارتياده، ومنه نسجوا الكثير من الحكايات الشعبية والخرافية. وقدم الشكر والتقدير إلى سمو ولي العهد لتشريفه حفل الافتتاح وتكريم الشخصيات المختارة. وقال المسلم: «تأتي الدورة الجديدة محتفية بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوّع، لنغوص معكم في أعماق البحر، ونرتاد معاً عوالمه الغرائبية والعجائبية، كونها تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبيِّ الغنيِّ، والتمثّل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها، وارتباطها بواقع المجتمعات، وما ترمز إليه، أو تحيل إليه من معانٍ ترتبط بحياة الناس في علاقتهم بالبحر في صور مختلفة، حيث يبرز في الحكايات والأمثال والفنون والأهازيج والحرف والمهن والدّرور والمواسم وغيرها من العناصر التراثية الإماراتية والخليجية». وتناول المسلم خلال كلمته، أبرز ما تتضمنه الدورة من فعاليات ومشاركات متنوعة وعروض مختلفة. أخبار ذات صلة «تنفيذي الشارقة» يعتمد مشروع قانون «مجلس التعليم» اعتماد مشروع قانون بشأن إعادة تنظيم مجلس الشارقة للتعليم تكريم وزيارة أجنحة وتفضل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بتكريم عدد من الشخصيات وهم الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة الحاج (ضيف شرف الملتقى)، وعائلة الشاعر الكويتي الراحل محمد فايز العلي (الشخصية الاعتبارية للملتقى)، إضافة إلى نخبة من الرواة البارزين والشخصيات المبدعة في مجال الحكاية الشعبية، وهم: راشد محمد الشحصي الزعابي، وناصر خليفة عبيد بوشبص، وحثبور محمد كداس الرميثي، وحميد بن خليفة بن سالم بن ذيبان. وبعد نهاية حفل الافتتاح، تجّول سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي في أجنحة وأركان الملتقى، مطلعاً على المعرض المصاحب الذي تمحور حول شخصية الملاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد. واستمع إلى شرحٍ مفصّل حول ما يتضمنه الجناح من مقتنيات ومخطوطات وشروحات تبين دور ومكانة هذا الملاح الشهير. كما تفضل سموه بزيارة عدد من الأجنحة المتنوعة المشاركة في هذه الدورة من الملتقى، منها: مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وهيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ومشروع ثقافة بلا حدود، بالإضافة إلى المكتبة الوطنية، ونادي تراث الإمارات، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والعديد من المرافق المتنوعة الأخرى. وتوقف سموه عند ركن (حكايات بحار)، حيث تابع سموه عرضاً لعدد من الأهازيج البحرية التراثية التي تشكل جزءاً من الذاكرة الشعبية البحرية في دولة الإمارات. مشاركات من 46 دولة تنطلق الدورة الحالية بمشاركة أكثر من 160 خبيراً وباحثاً تراثياً وحكواتياً وإعلامياً من 46 دولة، للمشاركة في العديد من البرامج الثقافية والفكرية، والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشةً، منها 3 ورشٍ استباقيةٍ، و10 ورشٍ خلال الملتقى، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، بالإضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب كمٍّ كبيرٍ من الكتب والكُتيبات القيّمة، والنشرات الإخباريةِ التي تحتفي بشعار هذه الدورة، وهي تزيد على 40 عنواناً. حضر حفل الافتتاح والجولة، إلى جانب سمو ولي العهد كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، كما حضر كل من: خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعدد من المسؤولين في الدوائر الحكومية المحلية، والفنانين والرواة من مختلف الدول العربية، والمهتمين بالتراث والإعلاميين.
مشاركة :