كشف استطلاع موسع لآراء الشباب العربي أن الغالبية الساحقة منهم يعتبرون أن الاستقرار أهم من الديمقراطية. وأظهر استطلاع أصداء بي سي دبليو (BCW) السنوي أن غالبية ما يمكن تسميته بـ«جيل الربيع العربي»، يقولون إنهم يتمتعون اليوم بمزيد من الحقوق والحريات. واعتبر هؤلاء أن قياداتهم تهتم بآرائهم، وأن النساء يتمتعن بحقوق متساوية مع الرجال. وأوضح الاستطلاع أن غالبية الشباب العربي في دول مجلس التعاون الخليجي (57%) وشمال أفريقيا (62%) وشرق المتوسط (72%) يقولون إن الديمقراطية لن تنجح في المنطقة. كما أن ما يزيد على ثمانية من كل عشرة (82%) مشاركين في الاستطلاع عبر المناطق الثلاث يقولون إن الاستقرار أهم من الديمقراطية، لافتًا إلى أن الجوانب المهمة الأخرى التي تتصدر قائمة مطالبهم تتمثل بوضع السياسات المناسبة لمعالجة المشاكل الجوهرية مثل الوظائف، وجودة التعليم، وارتفاع تكاليف المعيشة. ووفقاً لاستطلاع أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي عام 2009، فإن نسبة 92% من المشاركين فيه آنذاك قالت إن العيش في بلد ديمقراطي يُعد من أهم أولوياتهم. وأظهر استطلاع هذا العام حدوث تحول كبير، حيث يرى الآن 82% من الشباب العربي أن الاستقرار أهم من الديمقراطية، بينما تشعر الغالبية بنسبة 60% بالقلق بشأن تنامي دور الحكومة في حياتهم اليومية. وذكر الاستطلاع أن نسبة 88% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي و67% من شباب دول شمال أفريقيا يعترفون اليوم بأن قياداتهم تهتم بآرائهم، بينما بدا شباب شرق المتوسط أكثر تبايناً حيال هذا الرأي بنسبة 50%. ويعتبر الشباب العربي ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة من أكبر العقبات التي تواجه المنطقة. وقد ظل هذان العاملان أكبر مخاوفهم على مدار سنوات الاستطلاع. ويقول أكثر من ثلث الشباب العربي (41%) إنهم يكافحون لتغطية نفقاتهم الأساسية (وارتفعت هذه النسبة إلى 63% في دول شرق المتوسط)، بينما قال أكثر من نصفهم (53%) إنهم يتلقون دعماً مالياً من عائلاتهم. ولا تزال جودة التعليم مصدر قلق مستمر بالنسبة إلى الشباب العربي (قال 83% إنهم «قلقون جداً» أو «إلى حد ما» بهذا الشأن) مع تراجع مستوى قلقهم قليلاً في أعقاب الجائحة. وساد التشاؤم بشأن الوظائف تحديداً في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا (حيث قال 49% من الشباب العربي عموماً إنه من الصعب العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم.( واستندت النتائج على 3,400 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً في 50 مدينة عبر 17 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة من 13 مايو إلى 16 يونيو. وتوزعت عينة المشاركين بالتساوي بين الجنسين. ويُذكر أن الاستطلاع يغطي 5 دول تابعة لمجلس التعاون الخليجي وهي البحرين، والكويت، وعمان، والسعودية، والإمارات، ودول شمال أفريقيا وهي الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس، ودول شرق المتوسط وهي الأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، والأراض الفلسطينية، واليمن. ومع تخفيف قيود «كوفيد-19» والتعافي الاقتصادي الذي حققته بعض دول المنطقة، يبدي الشباب العربي أعلى مستوى من التفاؤل خلال خمس سنوات، حيث يقول 64% منهم إن أيامهم القادمة أفضل (87% في دول مجلس التعاون الخليجي، و61% في دول شمال أفريقيا، و45% في دول شرق المتوسط). ويرى أكثر من نصف الشباب العربي (54%) أنهم سيحظون بحياة أفضل من آبائهم، ويؤيد هذا الرأي ما يزيد قليلاً على ثلث شباب شرق المتوسط. بيد أن تداعيات الحرب في أوكرانيا والظروف الاقتصادية العالمية المعاكسة قد تؤثر بطبيعة الحال في تفاؤل الشباب العربي بهذا الخصوص.
مشاركة :