الشباب العربي: الاستقرار هو السبيل للحياة لا الديمقراطية الحالمة

  • 12/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط. ولدى سؤال الشباب العربي عن العلاقات بين السنة والشيعة، أكد حوالي نصف المشاركين (47 بالمئة) أن العلاقات بين الطائفتين قد تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية، فيما أشار 18 بالمئة فقط من المشاركين إلى أنها في تحسن. وبقي الاعتقاد قويا حول تزايد الانقسام الديني. ويعتقد نحو ثلاثة من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع (72 بالمئة) أن الانقسام السني الشيعي يعتبـر عاملا رئيسيا في تأجيج الاضطرابات في المنطقة، حيث اعتبر 20 بالمئة من الشباب ذلك سببا رئيسيا وراء تلك الاضطرابات، فيما أعرب 52 بالمئة من الشباب عن اعتقادهم بأن الانقسام الديني يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية وراء الاضطرابات المستمرة في المنطقة. وتترسخ في العالم العربي فكرة أن الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط، حيث وافق على ذلك 61 بالمئة من الشباب الخليجي، و44 بالمئة من الشباب في دول شرق المتوسط واليمن، و47 بالمئة في شمال أفريقيا. الاستقرار أولا بعد خمس سنوات من النضال لنيل الحرية السياسية خلال فترة الربيع العربي، يولي معظم الشباب العربي اليوم أهمية أكبر للاستقرار على حساب تحقيق الديمقراطية. وأظهرت النتائج أن التفاؤل بتحسن واقع المنطقة في أعقاب الربيع العربي -الذي أطاح بأربعة قادة وأفضى إلى صراعات دامية في سوريا وليبيا- قد تراجع بشكل مطرد خلال السنوات الخمس الأخيرة. وفي عام 2016، يشعر 36 بالمئة فقط من الشباب العربي أن العالم العربي بات أفضل حالا عقب أحداث الربيع العربي، وهذا ما يعتبر تراجعا بالمقارنة مع نسبة 72 بالمئة التي تم تسجيلها في ذروة الاضطرابات عام 2012. ويتفاوت إرث الربيع العربي بشكل ملحوظ بين البلدان الأربعة التي استطلعت فيها الآراء والتي شهدت تحولات جذرية نتيجة أحداث الربيع العربي. وتعتبر مصر البلد العربي الوحيد الذي شملته هذه الأحداث ويؤمن غالبية شبابه (1 بالمئة) بأنه تغير نحو الأفضل. وبالمقابل لا تراود هذه الفكرة سوى 6 بالمئة فقط من الشباب اليمني، و14 بالمئة من الشباب الليبي، وربع الشباب التونسي (24 بالمئة). وفي ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة حاليا، لا عجب في أن توافق غالبية الشباب العربي (53 بالمئة) على تشجيع الاستقرار في المنطقة على حساب الديمقراطية (28 بالمئة). وهذا ما يلاحظ على نحو خاص في دول مجلس التعاون الخليجي حيث 62 بالمئة يشجعون الاستقرار مقابل 23 بالمئة يشجعون الديمقراطية، وبلدان شمال أفريقيا حيث 58 بالمئة يشجعون الاستقرار مقابل 18 بالمئة يشجعون الديمقراطية. وبالمقابل، تشهد دول شرق المتوسط واليمن انقساما في الرأي حول هذه القضية، حيث يولي 36 بالمئة من سكانهما أهمية أكبر للاستقرار على حساب الديمقراطية مقابل 43 بالمئة ممن يعارضون الفكرة. ولا يستغرب فيصل اليافعي، الكاتب في جريدة “ذا ناشيونال”، من هذه النتائج، مشيرا في قراءته لهذه النتائج إلى أن الاستقرار هو الشرط السياسي الأساسي الذي تقوم عليه سائر الجوانب الأخرى لأنه يرسي دعائم المجتمع الناجح. ويقول اليافعي “عندما تشير نتائج استطلاع الشباب العربي إلى أن معظم الشباب يعتقدون أن تجربة الديمقراطية لن تنجح وأنه على الجمهوريات العربية منح الأولوية للاستقرار، فإني لا أفهم من ذلك أن الشباب العربي قد أدار ظهره لتجربة الديمقراطية أو حتى إمكانية إحداث التغيير. لكنني ألمس تخفيضا لسقف التطلعات، أو قناعة بأن أفضل طريق للحصول على الاستقلالية الشخصية والازدهار الاقتصادي يمر أولا وحتما من خلال بناء نظام سياسي منظم ومستقر أمنيا”. :: اقرأ أيضاً مقاتلو الدولة الإسلامية يتذكرون في الأسر مسيرتهم في العراق حكايات موصلية من دولة الخلافة: الحياة الفاخرة للمتشددين والموت مصير المعارضين

مشاركة :