مركبة "ناسا" تستعد للاصطدام بكويكب لتغيير مساره

  • 9/23/2022
  • 21:45
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ستحاول وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الإثنين القيام بإنجاز لم تشهد البشرية مثيلا له من قبل، وهو صدم مركبة فضائية عمدا بكويكب لتحويل مساره. وأطلقت المركبة الفضائية "دابل أسترويد ريدايركشن تست" (دارت) من كاليفورنيا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وهي تقترب بسرعة من هدفها الذي ستضربه بسرعة 23 ألف كيلومتر. أما حجمها فأصغر من حجم سيارة فيما يبلغ قطرها نحو 160 مترا. ولا داعي للهلع. فلا الكويكب ديمورفوس ولا الكويكب الأكبر الذي يدور حوله ديديموس يشكلان أي تهديد، لأنهما يدوران حول الشمس على مسافة نحو سبعة ملايين ميل من الأرض في أقرب نقطة. لكن وكالة "ناسا" عدت أن من المهم تنفيذ هذه المهمة قبل أن تكون الحاجة إليها فعلية. وبحسب "الفرنسية"، قال ليندلي جونسون المسؤول في قسم الدفاع الكوكبي في "ناسا": "إنها لحظة مثيرة ليس للوكالة فحسب، بل أيضا لتاريخ الفضاء وتاريخ البشرية". ومن خلال الاصطدام بديمورفوس، تأمل "ناسا" في دفعه إلى مدار أصغر، حيث توفر عشر دقائق من الوقت الذي يستغرقه للالتفاف حول ديديموس، الذي يبلغ حاليا 11 ساعة و55 دقيقة، وهو تغيير سيكتشف بواسطة تلسكوبات أرضية في الأيام التالية. وهذه التجربة ستجعل ما جرب في السابق فقط في الخيال العلمي خصوصا في أفلام مثل "أرماجيدن" و"دونت لوك اب"، حقيقة. ومن أجل ضرب هذا الهدف الصغير، ستتوجه المركبة بشكل مستقل خلال الساعات الأربع الأخيرة من الرحلة، مثل صاروخ موجه ذاتيا. وستلتقط كاميرتها المسماة "دراكو" الصور الأولى للكويكب الذي لا يعرف شكله بعد "دائري أو مستطيل" في اللحظة الأخيرة. بمعدل صورة في الثانية، ستكون من الممكن رؤيته مباشرة على الأرض مع تأخير نحو 45 ثانية فقط. كذلك، ستراقب هذا الحدث مجموعة من التلسكوبات، على الأرض وفي الفضاء، من بينها "جيمس ويب"، وقد تكون قادرة على رؤية سحابة غبار مضيئة. وأخيرا، سيراقب مسبار "هيرا" الأوروبي المقرر إطلاقه 2024، ديمورفوس من كثب في 2026 لتقويم عواقب الاصطدام وحساب كتلة الكويكب للمرة الأولى. يعد عدد قليل جدا من مليارات الكويكبات والمذنبات الموجودة في النظام الشمسي الذي تنتمي إليه الأرض خطرا على كوكب البشر ولن يكون أي منها كذلك في الأعوام الـ100 المقبلة. إلا أن كبير العلماء في "ناسا" توماس تسوربوخن قال "أضمن لكم أنه إذا انتظرتم مدة كافية، سيكون هناك جسم ما". ورصد حتى الآن نحو 30 ألف كويكب من كل الأحجام قرب الأرض "تطلق عليها صفة أجسام قريبة من الأرض، أي أن مدارها يتقاطع مع مدار كوكب البشر". ويعثر على نحو ثلاثة آلاف نوع جديد كل عام.

مشاركة :