العواصم – الوكالات: أجرت أربع مناطق انفصالية في أوكرانيا أمس استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، فيما أعلنت كييف تقدّم قواتها في شرق البلاد. والاستفتاءات التي تجري في دونيتسك ولوجانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوبا، أثارت إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف زائفة. وبدأت الاستفتاءات عند الخامسة صباحًا بتوقيت جرينتش وتستمرّ خمسة أيام. وبثت وكالة تاس الروسية للأنباء مشاهد تظهر مسؤولين في باحات مبان في دونيتسك وهم يبلغون السكان بالمذياع أن التصويت بدأ وكانوا يحيطون بأحد المواطنين لدى إدلائه بصوته. وفي منطقتي دونيتسك ولوجانسك الواقعتين شرقا، اللتين اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون «انضمام جمهوريتهم إلى روسيا»، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس. وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح سؤال «هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟». وأدان الغرب على نطاق واسع مثل هذه الاستفتاءات ووصفها بأنها غير شرعية ومقدمة لضم غير قانوني. ويعتقد أن نتائج الاستفتاء ستكون حتما لصالح روسيا بأغلبية الأصوات مثلما حدث في شبه جزيرة القرم في عام 2014. وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تراقب الانتخابات عادة إن النتائج لن يكون لها أثر قانوني لأنها لا تتوافق مع القانون الأوكراني أو المعايير الدولية ولأن المناطق غير آمنة. وتقول روسيا إن التصويت يتيح الفرصة لسكان المنطقة للتعبير عن آرائهم. وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف الاسبوع الماضي: «منذ بداية العملية... قلنا إن شعوب المناطق المعنية يجب أن تقرر مصيرها». وتقول كييف إن موسكو تنوي تصوير نتائج الاستفتاء على أنها علامة على دعم شعبي ثم استخدامها ذريعة للضم على غرار استيلائها على شبه جزيرة القرم في عام 2014 وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي. وبدمج المناطق الأربع يمكن لموسكو تصوير الهجمات الرامية إلى استعادتها على أنها هجمات على أراضيها ما يثير قلق كييف وداعميها الغربيون. وقال بوتين يوم الأربعاء إن روسيا «ستستخدم كل الوسائل المتاحة» لحماية نفسها في إشارة على ما يبدو إلى الأسلحة النووية، مضيفا أن هذا «ليس خداعا». وفي إشارة إلى حسابات الكرملين الاستراتيجية بخصوص تنظيم الاستفتاءات قال الرئيس السابق دميتري ميدفيديف الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن موسكو ستعتبر من الآن فصاعدا أي هجوم على المناطق الأربع هجوما على روسيا نفسها. ومع ذلك نقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس إن موسكو لا تهدد أحدا بالأسلحة النووية وإن مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ليست في مصلحة روسيا. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله في مؤتمر: «نحن لا نهدد أحدا بالأسلحة النووية... معايير استخدامها محددة في العقيدة العسكرية الروسية». ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله: «نأمل أن تكون إدارة بايدن على وعي أيضا بخطر التصعيد غير المنضبط للصراع في أوكرانيا». ميدانيا أعلن الجيش الأوكراني أمس استعادة بلدة ياتسكيفكا من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد. إلى جانب ذلك اتهم محققو الأمم المتحدة أمس موسكو بارتكاب «جرائم حرب» في أوكرانيا، عارضين تقريرا يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى الآن.
مشاركة :