العواصم – الوكالات: صوّتت مناطق انفصالية في شرق وجنوب أوكرانيا لليوم الثاني أمس على ضمّها إلى روسيا، في استفتاء وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه «صوري». وبدأ يوم الجمعة الاستفتاء بشأن إن كان يتعيّن على روسيا ضم أربع مناطق انفصالية. ويجري الاستفتاء في مناطق انفصالية في دونيتسك ولوجانسك شرقا، وخيرسون وزابوريجيا جنوبا. وينتقل منظمو الاستفتاء في هذه المناطق من منزل إلى آخر لجمع أصوات السكان. وستفتح مراكز الاقتراع غدا ليتمكن السكان الذين لم يسلموا بطاقات اقتراعهم خلال الأيام الثلاثة من الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأخير. ويمكن التصويت أيضا في مبنى في موسكو يمثّل منطقة دونيتسك الانفصالية. وفي هذا السياق، قال المسؤول العسكري البالغ 59 عاما ليونيد لفرانس برس إنه يشعر «بالسعادة». وأضاف: «في النهاية، تتحرك الأمور باتّجاه إعادة الاتحاد السوفيتي. الاستفتاء خطوة باتّجاه تحقيق ذلك». وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة بعملية التصويت قائلا: «سيكون رد فعل العالم عادلا تماما حيال الاستفتاءات الصورية» التي وصفها بأنها «جرائم ضد القانون الدولي والقانون الأوكراني». وقال بايدن إن «الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي». وأضاف: «سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لتحميل روسيا ثمنا اقتصاديا إضافيا سريعا وباهظا». كما قوبلت الخطوة برد فعل من بكين، أقرب حليفة لموسكو منذ بدأت الحرب في فبراير. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في تصريحات وجّهها إلى نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: «ينبغي احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول». وفي وقت سابق يوم الجمعة، شددت دول مجموعة السبع على أنه لن يتم «إطلاقا» الاعتراف بالاستفتاءات التي لا تحمل «أي تأثير قانوني أو شرعية». وسيمثّل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدا كبيرا في النزاع إذ ستعتبر موسكو أي تحرّك عسكري هناك هجوما على أراضيها. وحذّر بوتين هذا الأسبوع من أن موسكو ستلجأ إلى «كل الوسائل» لحماية أراضيها. وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على مواقع التواصل الاجتماعي إن هذه الوسائل قد تشمل استخدام «أسلحة نووية استراتيجية». وبدأت موسكو تعبئة يوم الخميس إذ أمر بوتين باستدعاء حوالي 300 ألف جندي احتياط لدعم الجهد الحربي. وأوقفت الشرطة الروسية أكثر من 700 شخص أمس خلال احتجاجات ضد التعبئة، وبحسب منظمة «أو في دي-انفو» الحقوقية فقد تم «توقيف 707 أشخاص على الأقل في 32 مدينة» في أنحاء روسيا، نصفهم تقريبا في موسكو. إلى جانب ذلك أعلنت روسيا أمس استبدال الجنرال المسؤول عن اللوجستيات بالجيش. وقالت وزارة الدفاع في بيان: «أُعفي جنرال الجيش دميتري بولجاكوف من مهامه كنائب لوزير الدفاع بسبب نقله إلى منصب آخر». وحل محله الجنرال ميخايل ميزينتسيف (60 عامًا) الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني، وسيصبح الآن نائب وزير الدفاع «المسؤول عن الإمدادات المادية والتقنية للقوات المسلحة»، بحسب المصدر نفسه.
مشاركة :