نيويورك - رفضت مذيعة “سي.إن.إن” كريستيان أمانبور ارتداء الحجاب أثناء إجراء مقابلة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك، ما أدى إلى إلغاء المقابلة. وقالت أمانبور، وهي رئيسة قسم الدوليات في الشبكة، إن المقابلة “كانت الأولى من نوعها لرئيسي في الولايات المتحدة خلال تواجده لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة”. ويشارك الرئيس الإيراني في أعمال الدورة الـ77 للأمم المتحدة في نيويورك. وتشهد إيران احتجاجات كبيرة بعد وفاة مهسا أميني التي لقيت مصرعها الجمعة الماضي، وذلك بعد احتجازها من قبل الشرطة الإيرانية وذلك على خلفية عدم ارتدائها للحجاب. وتلعب النساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات. وقالت رئيسة قسم الدوليات في شبكة “سي.إن.إن” في سلسلة تغريدات على تويتر إنه كان من المقرر أن تجري مقابلة مع رئيسي مساء الأربعاء في نيويورك، حيث يتواجد الرئيس الإيراني للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. لكن، وبعد مرور أكثر من 40 دقيقة على موعد المقابلة، لم يظهر رئيسي، بل أحد مساعديه الذي اقترح على أمانبور ارتداء الحجاب أثناء المقابلة “احتراماً لشهري محرّم وصفر”. وقالت أمانبور المولودة في بريطانيا لأب إيراني “رفضت بكياسة. نحن في نيويورك حيث لا تنص أي قوانين أو تقاليد على وضع الوشاح”. ولفتت نظر مساعد رئيسي إلى أنّ أحداً من رؤساء إيران السابقين لم يطلب منها القيام بذلك عند مقابلتهم خارج إيران. في أعقاب ذلك، أوضح أحد مساعدي الرئيس الإيراني لأمانبور أنّ المقابلة لن تتم إلّا في حال موافقتها على “الشرط”، معتبراً أنّها “مسألة تتعلّق بالاحترام”، خاصة في ظّل “الوضع في إيران”. وتابعت الصحافية التي نشرت صورة لها وقبالتها مقعد شاغر “كرّرت تأكيدي أنّي لا أستطيع الموافقة على هذه الحالة غير المسبوقة وغير المتوقعة. المقابلة لم تحدث. مع استمرار الاحتجاجات في إيران وقتل الناس، كانت ستكون لحظة مهمة للتحدث مع الرئيس رئيسي”. واستغرقت أعمال التجهيز لمقابلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أسابيع، بالإضافة إلى 8 ساعات في تركيب أجهزة الترجمة والإضاءة والكاميرات. يذكر أنه عندما قابلت أمانبور الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لم تكن ترتدي الحجاب. ومع ذلك، فإن الصحافية ترتدي الحجاب أثناء تغطيتها داخل إيران، لأنه “بخلاف ذلك لا يمكنك العمل كصحافية”.، وفق ما تقول. وتضطر جميع النساء، بمن في ذلك السائحات، إلى ارتداء الحجاب في إيران منذ عام 1979. ورأى مغردون أن موقف أمانبور كان متقدماً وشجاعاً لرفضها ارتداء الحجاب. ووجه مغردون الشكر للصحافية لاتخاذها “الموقف المبدئي الصحيح ضد الاستبداد”. وغرد كريم سادجادبور محلل السياسة الإيرانية – الأميركية في مؤسسة كارنيغي، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن العاصمة “جيد كريستيان أمانبور. يجب أن تنتهي الأيام التي يطلب فيها المسؤولون الإيرانيون من المراسلات والمسؤولات ارتداء الحجاب من أجل إجراء المقابلات والاجتماعات”. وردد بهمن كلباسي مراسل نيويورك والأمم المتحدة للخدمة الفارسية في “بي.بي.سي” أن “رئيسي لا يحضر لمقابلة مع ‘سي.إن.إن’ بعد أن رفضت كريستيان أمانبور ارتداء الحجاب. يبدو أن رئيس النظام الإيراني يعتقد أنه يستطيع فرض الحجاب في مدينة نيويورك أيضًا”. من جانبه، قال رئيسي إن الجمهورية الإسلامية تتمتع بحرية التعبير، لكن الاحتجاجات التي تشهدها الآن هي “أعمال فوضى” غير مقبولة، مضيفا أنه أمر بفتح تحقيق في وفاة شابة أثارت مظاهرات دامية. وتابع رئيسي في مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “يجب النظر في قضايا الحقوق في جميع أنحاء العالم بمعيار واحد”. وتابع “هناك حرية تعبير في إيران (…) لكن أعمال الفوضى غير مقبولة”. وحضرت ثلاث نساء على الأقل لم يكن يرتدين الحجاب المؤتمر الصحافي، فيما مُنع أحد مراسلي نيويورك تايمز من المؤتمر الصحافي بسبب نشره أن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي مريض بشكل خطير. ومنذ مساء الأربعاء الماضي تحجب السلطات الإيرانية الوصول إلى تطبيقي إنستغرام وواتساب. يذكر أن “نتبلوكس” (Netblocks) وهي مجموعة تراقب الوصول إلى الإنترنت، وصفت القيود بأنها الأشد منذ عام 2019.
مشاركة :