في اليوم الوطني.. لتبقى هي لنا دار

  • 9/24/2022
  • 09:49
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يُعد اليوم الوطنيّ من أهم المناسبات الوطنية التي تحتفل بها دول العالم، وذلك للتعبير عن ضرورة الحفاظ على مفاهيم الوحِدة والودّ والسلام والتآخي بين مختلف فئات أبناء الوطن، وللتعبير كذلك عن مدى اللحمة والحب بين المواطنين وقيادتهم. وتذكيرِ الأجيال الجديدة بكافة الإنجازات التي قامت بها الأجيال التي سبقتهم، وغرس القيم الحضارية في نفوس الأجيال الشابة، لتقديم أفضل صورة عن وطنهم في كافّة المحافل الدوليّة، ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية. ويحتفل الوطن والمواطنون يوم الجمعة 27 صفر 1444هـ الموافق 23 سبتمبر 2022م بالذكرى (92) لليوم الوطني السعودي؛ تحت شعار (هي لنا دار)؛ وهو شِعارٌ مُستمّد من الخريطة السعوديّة بألوانها مُدمجًا إليها ألوانًا أخرى، وتمّ كتابة الشِعار بخط الثلث، بالألوان الخاصّة به لتعكس القيم والمبادئ والتقاليد العريقة التي تخصّ المملكة العربية السّعوديّة واليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو اليوم المصادف لليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر(أيلول) من السنة الميلادية من كل عام؛ وتحتفل به المملكة العربية السعودية تجديداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود؛ الذي أعلن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351هـ (1932م)؛ حيث أعلن دستور البلاد وشرعيتها بشكل رسمي؛ وتشكلت المملكة العربية السعودية على إثر توحيد نجد والمناطق التابعة لها والحجاز وعسير؛ وذلك بعد كفاح استمر (32) عاماً؛ أرسى خلالها الملك عبدالعزيز قواعد هذا البنيان الذي نعيشه فوق أرضه وتحت سماءه، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ في ظل رؤية جديدة طموحة. ولليوم الوطني السعودي دلالته التاريخية في تذكير الأجيال بالإنجازات الكبيرة التي حققها الملك عبدالعزيز بتوحيد المملكة العربية السعودية وبتأسيسها وقيام دولة راسخة دستورها القرآن والسنة النبوية الشريفة. كما أن له تأثير على تعزيز معاني الوحدة واللحمة بين أبناء الوطن وقيادته؛ وترسيخ التكاتف والتعاون بين أفراده بالعمل المستمر لإعلاء مجد هذا الوطن ورفعته وتحقيق ريادته العالمية في كافة المجالات. كما يرمز اليوم الوطني إلى معاني مضيئة وجوانب مشرقة في تاريخ المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظمى في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية. ولكي نسهم في بناء وطنٍ عظيم لابد من بناء لبناته الأساسية بناءً سليماً راسخاً، واللبنة الأساسية لبناء كل مجتمع هي الأسرة، فإذا كانت الأسر متماسكة نتج عن ذلك وطن متماسك قوي، لذا فإنّه علينا أن نغرس في أفراد أسرنا ومنذ الصغر حب الوطن وتقديره، وأنّه يتوجب عليهم أن يجدوا ويجتهدوا من أجله، وأن يتركوا لهم بصمة في هذا الوطن تدل عليهم، فالوطن العظيم لا ينسى أبناءه العظماء. ويعزز اليوم الوطني مفهوم المواطنة الذي برز كفكرة اجتماعيّة وقانونيّة وسياسيّة ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير. وهي تتضمن انتماء المواطن لوطنه النابع من حبه له، وخدمته له في كافة الأوقات والأحيان، واحترام المواطنين الآخرين الذين يعيشون معه على الأرض ذاتها، والذين يتقاسم وإياهم الغذاء، والشراب، والماضي، والحاضر، والمستقبل. وبمناسبة اليوم الوطني (92) نُذكّر الأجيال بأن حب الوطن فطرة بشرية رفع من شأنها الإسلام، وقد اتفق فقهاء الإسلام على أن العدو إذا دخل دار الإسلام يكون قتاله فرضُ عينٍ على كل مسلم، ويؤكد ذلك التقدير والتعظيم حنين الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اُخرج من مكة المكرمة مكرهاً فقال بعد أن التفت إليها: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت). إن حب الوطن مبدأ لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، إنه انتماء فريد وإحساس راقي وتضحية شريفة ووفاء كريم، وعمل وجد من أجل بناء وطنٍ أعظم؛ وتعبير عن الانتماء الحقيقي والكامل إلى بلاد وتاريخ وأرض ومسار. وإحساس صادق بأن مصلحة المواطن تكمن في مصلحة وطنه، وأن الإنسان لا يكبر إلا بإعلاء وطنه، وأنه لا سبيل لتطور هذا الوطن إلا بتضافر جهود أبنائه وإخلاصهم في الولاء له. حب الوطن هو تفانيٍ في العطاء؛ وشعور بالولاء والانتماء له؛ حب الوطن إحساسٌ مرتبط بالشعور بالحب الحقيقي اليه والتضحية لأجله؛ حب الوطن هو العمل بشرف في رقيه وتقدمه، وخدمته وبنائه والمحافظة على مكتسباته ومدخراته وممتلكاته. إن حبنا للوطن يستلزم طاعة ولي أمرنا وتطبيق مفهوم السمع والطاعة لولي الأمر بواقع فعلي عملي. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، كما يستلزم حب الوطن قبول بعضنا البعض والتعاون للعيش بأمن وأمان مع بعضنا البعض؛ إن حب الوطن هو الوفاء له وتقديم كل غال ونفيس لأجل الحفاظ عليه، ولتبقى السعودية هي لنا دار.

مشاركة :