كل ما تحتاجين معرفته عن أمراض القلب عندالنساء

  • 9/25/2022
  • 09:25
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب يوم 29 سبتمبر وهو اليوم العالمي لصحة القلب، تتضافر جهود الجميع ومنهم الصحفيين أمثالنا، للحديث بشكل موسع عن أمراض القلب التي تُعد من أكثر الأمراض شيوعاً بين الناس حول العالم، والتي يتسبب بعضها بالوفاة في حالات شديدة من المرض، أو بسبب إهمال الحالة الصحية وعدم علاجها كما يجب. وتلعب عوامل عدة خطراً وراء الإصابة بأمراض القلب، منها الوراثة في المقام الأول ثم نمط الحياة غير الصحي والمترافق مع تزايد الضغط النفسي. لكن التشجيع على الوقاية هو الطريقة الأسلم والأنجع لحماية الأفراد من أمراض القلب وعلى رأسهم النساء، محور اهتمامنا في موقع "هي". لذا اخترنا التحدث مع الدكتور إدواردو دي بينيديتي، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى أوبيتال دي لا تور وعضو الجمعية الطبية السويسرية، ولورانس فينيو، أخصائية إعادة تأهيل القلب لمعرفة أسباب أمراض القلب عند النساء ومضاعفاتها وسبل الوقاية منها. تتشابه أسباب أمراض القلب عند النساء مع الأسباب نفسها التي تؤدي لأمراض القلب لدى الرجال، والتي تتمثل في ترسب المواد داخل الشرايين، الأمر الذي يمنع تدفق الدم بشكل سلس وطبيعي. وعملياً يُسمى انسداد الشرايين بـ"تصلب" الشرايين، ويؤدي في النهاية إلى تضخم عضلة القلب أو الذبحة الصدرية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النساء يُصبن بشكل خاص باللويحات التي تتسبب بتصلب الشرايين والتي تكون أقل تكلساً، وغالباً ما تُسمى باللويحات "الرخوة"، والتي تكون أكثر خطورة.  من ناحية أخرى، غالباً ما تعاني النساء من تضخم الشرايين التاجية الطبيعية، وفي هذه الحالة تعاني شرايين القلب من التشنجات أو من التشقق في اللويحات الصغيرة. وفي بعض الحالات الخاصة نجد أن الإصابة بمتلازمة "تاكو تسوبو" أو متلازمة "القلب المكسور"، واللتين تنتجان في الغالب عن حالات الضغط النفسي الشديد، تكون أكثر انتشاراً وشيوعاً بين النساء وبخاصة بعد فترة انقطاع الحيض. إن أخطر مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية هي الوفاة، والتي شهدت انخفاضاً ملحوظاً على مدار العشرين عاماً الماضية بفضل تثقيف المرضى وشبكات الرعاية ما قبل دخول المستشفى والعلاجات الفعالة بشكل متزايد. ومع ذلك، تعاني النساء من بعض التمييز والظلم مقارنة بالرجال: وهنا نتحدث عن تأخير تقديم الدعم الطبي في حالات الطوارئ، بطء في إجراءات الفرز والإدخال إلى المستشفى، وأخطاء تشخيصية تتكرر أكثر فأكثر وتراجع عملية المتابعة بعد دخول المستشفى (إعادة تأهيل). ولذا، في حال لم تتعرض المرأة للوفاة بعد الإصابة بتضخم عضلة القلب، فإنها تُترك لتعاني من مضاعفات أخرى مثل قصور القلب أو الصدمة القلبية، ولذا ترتفع لديهن نسب الوفاة في هذه الحالات. تتعدد العوامل لتشمل التدخين، الإصابة بمرض السكري، ارتفاع نسبة الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، الالتهابات المزمنة، الاستعداد الوراثي، ونمط الحياة الخالي من النشاط والحركة. إن النساء محميات من أمراض الأوعية الدموية حتى انقطاع الطمث، وهذا بفضل نظام الهرمونات. لكن وبعد انقطاع الطمث، فإن خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية عند النساء يرتفع ليساوي نفس مستوى الخطر عند الرجال، حيث يصبح السبب الرئيسي للوفاة في أوروبا على سبيل المثال. على الرغم من أن عوامل الخطر القابلة للتعديل مشتركة ما بين النساء والرجال، إلا أن النساء أكثر عرضة لعوامل الخطر المتزامنة، كما أنهن أكثر حساسية لعوامل معينة، مثل التدخين أو مرض السكري. من ناحية أخرى، تعاني النساء من عوامل إضافية تؤدي للإصابةبأمراض القلب من بينها استخدام وسائل منع الحمل، الحمل، انقطاع الحيض، أو العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي المُستخدم في علاج سرطان الثدي. تعتمد الوقاية على تصحيح عوامل الخطر وممارسة النشاط البدني المنتظم لمدة 180 دقيقة على الأقل في الأسبوع. ومن الضروري أيضاً التوقف تماماَ عن التدخين وليس فقط تقليل عدد السجائر يومياً، فضلاً عن التحكم في مستوى ضغط الدم والسكر في الدم والتحكم أيضاً بمعدل الكوليسترول. من ناحية ثانية، قد تعاني النساء اللواتي أصبن بمرض سرطان الثدي واللاتي خضعن للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي، من أمراض القلب المحددة التي تحتاج إلى فحص مستمر. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للأسباب التي تؤدي إلى تغيرات هرمونية خلال حياة المرأة، مثل وسائل منع الحمل أو الحمل أو انقطاع الطمث. ومن هنا تأتي أهمية الوقاية التي يجب أن تبدأ من سن مبكر. تكمن الخطوة الأولى في إخضاع النساء المُعرضات لخطر كبير للفحوصات المتكررة. فخلال زيارة الطبيب، من الضروري توعيتهن حول المخاطر التي يمكن أن يتعرضن لها لأنهن في كثير من الأحيان لا يمتلكن المعرفة الكافية حول هذا الموضوع، كما أن عدداً كبيراً جداً من النساء لا يخضعن لمتابعة طبية منتظمة، لأن أولوياتهن غالباً ما تكون أطفالهن، وأزواجهن، ووالديهن، وأحياناً العمل غير المستقر أيضاَ. نقوم في مستشفى أوبيتال دي لا تور Hôpital de la Tour، بإعداد حملات توعية ووقاية موجهة للمُمرضات وعامة الناس، لأننا وجدنا أن النساء لديهن خوف بشكل خاص من الموت من سرطان الثدي، بينما الواقع الطبي يُثبت أن امراض القلب والشرايين هي المُسبب الأول لأكبر حالات وفاة في صفوفهن.  وبمجرد تشخيص مرض الشريان التاجي، يتم العلاجإما عن طريق توسيع البالون والدعامة أو عن طريق جراحة المجازة أو عن طريق العلاج بالعقاقير. ويجب أن يُتبع العلاج برعاية متعددة التخصصات بما في ذلك النشاط البدني والتعليم العلاجي المُسمى إعادة التأهيل، والذي يسمح للمريضة بإدارة مرضها المزمن بشكل أفضل على المدى الطويل، وهو أمر يتم بشكل تدريجي وبالتالي يقلل من خطر الانتكاس. النساء مُعرضات بشكل خاص للخطر لأنهن لا تعتبرن أنفسهن في خطر، وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص من حولهن وعلى مقدمي الرعاية أيضا. نجد النساء قلقات بشكل خاص من الإصابة بالسرطان ويعتقدن أنهن غير معنيات بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين تقول الإحصاءات عكس ذلك تماماً، فأمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفيات بين النساء في جميع أنحاء العالم وفي أوروبا، كما نجد أن النساء أكثر من الرجال عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية. ولهذا السبب يجب أن يكون فحص أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء والوقاية منها أولوية قصوى لدى كل سيدة.

مشاركة :