غمرت المياه ثلث مساحة باكستان، إثر موجة فيضانات عارمة اجتاحت البلاد في أغسطس الماضي. وأسفرت تلك الفيضانات عن مصرع 1569 شخصا، وإصابة أكثر من 13 ألفا، ونزوح أكثر من 7 ملايين. وتعرض أكثر من 1.9 مليون منزل للدمار، كما تسببت الفيضانات في تجريف أكثر من 12.7 كيلومتر من الطرق. وساهمت المشاريع الإماراتية، في التعامل السريع مع كارثة الفيضانات. وكانت الإمارات قد بدأت في 2010، وبالتزامن مع الفيضانات الكارثية في ذلك العام، في تدشين عدة مشاريع تنموية ومبادرات إنسانية هادفة لدعم الشعب الباكستاني. وتجاوز عدد المشاريع الإماراتية في باكستان 200 مشروع، تخدم مجالات الطرق والصحة والتعليم والبنية التحتية والمياه والزراعة. وبادرت الإمارات لتنفيذ تلك المشروعات برعاية رئيس الدولة الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ومع تجدد الفيضانات في 2022، أثبتت المشاريع الإماراتية منفعتها وجودتها، لا سيما في الأقاليم المتضررة مثل خيبر بختونخوا وإقليم بلوشستان. فقد ساهمت المستشفيات الإماراتية في استقبال الجرحي والتعامل معهم. كما كانت مشاريع الطرق ذات فائدة عالية في تسهيل حركة الباكستانيين بين المناطق المتضررة. وأشار عبد الله خليفة الغفلي، مدير مشروع الإمارات لمساعدة باكستان أن 12 مستشفى إماراتيا كان لها دور واضح في استقبال المصابين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمتضررين من الفيضانات. وأبرز تلك المستشفيات هو مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة سيدو شريف بإقليم خيبر بختونخوا، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك في منطقة جنوب وزيرستان، ومستشفى باجور، ومستشفيات إقليم بلوشستان، والمستشفى الباكستاني الإماراتي العسكري بالعاصمة إسلام آباد. أما على مستوى الطرق والجسور، فقد كان لجسر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وجسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دور كبير في تسهيل حركة الإسعاف وإمدادات الدواء والغذاء نحو الأقاليم المتضررة. وأشار الغفلي إلى أن أبرز الطرق والجسور الإماراتية في باكستان طريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إقليم خيبر بختونخوا، وطريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في جنوب وزيرستان، وطريق الصداقة الإماراتية الباكستانية الرابط بين منطقتي جنوب وشمال وزيرستان، وقد أسهمت كل تلك الطرق في تخفيف وطأة الكارثة على الشعب الباكستاني وسهلت مهمة السلطات في التعامل العاجل مع تداعيات الفيضانات.
مشاركة :