روما-(أ ف ب): دعي أكثر من خمسين مليون إيطالي إلى صناديق الاقتراع أمس الأحد لانتخاب برلمان جديد وسط توقعات أن يتصدر اليمين المتطرف النتائج ويتولّى رئاسة الحكومة في سابقة في هذا البلد. تشكلت الكثير من الطوابير أمام مراكز الاقتراع في مختلف مناطق البلاد، وبحسب وزارة الداخلية تجاوزت نسبة التصويت 19% في الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش، وهي نسبة تقارب تلك المسجلة في الانتخابات التشريعية لعام 2018. ويجهل محللون توقعوا تراجعا في نسبة المشاركة، ما إذا كان ذلك يشكل رافعة لقطع الطريق على اليمين المتطرف أو ما إذا كان الناخبون فضلوا الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر في مناطق يتوقع أن تشهد عواصف وامطارا اعتبارا من العصر، كما في روما. وقالت بينيديتا تينتي (28 عاما) لوكالة فرانس برس في بولونيا (وسط) «سأصوت لليسار. صوتّ دائما لليمين، لكنني أخشى السيدة ميلوني اليوم. انه يمين التعصب». وفي ظل توقعات تمنح حزب «فراتيلي ديتاليا» (إخوة إيطاليا) من الفاشيين الجدد حوالي ربع نوايا الأصوات بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، من المرجح أن تتولى زعيمته جورجيا ميلوني (45 عاما) رئاسة حكومة ائتلافية تكون الهيمنة فيها لليمين المتطرف على حساب اليمين التقليدي. وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، إنما كذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وكتبت ميلوني صباح أمس الأحد على تويتر متوجهة الى انصارها «اليوم، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ». وأضافت «في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة... انتهى العيد. ستبدأ ايطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية». من جهته، قال رئيس حزب «الرابطة» المناهض للمهاجرين ماتيو سالفيني للصحافيين أثناء توجهه للتصويت «ألعب لأفوز، لا لأشارك»، مؤكدا أن حزبه سيكون «على منصة الفائزين: الأول أو الثاني وفي أسوأ الأحوال الثالث». وأضاف سالفيني الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في حكومة جوزيبي كونتي (2018-2019): «أتطلع إلى العودة من الغد إلى حكومة هذا البلد الاستثنائي». كذلك، صوت في الصباح رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا وزعيم «الحزب الديموقراطي» (يسار الوسط) إنريكو ليتا. ونجحت ميلوني المعجبة سابقا بموسوليني والتي ترفع شعار «الله الوطن العائلة»، في جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة في حين أيدت الأحزاب الأخرى حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي. غير أن الأمور لم تُحسم بعد ولفتت إميليانا دو بلازيو أستاذة علم الاجتماع في جامعة لويس في روما إلى أنه «لا يمكن التكهن (بنتيجة) الانتخابات التي تحددها المشاعر واللحظة الأخيرة»، مشيرة لوكالة فرانس برس إلى دور الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد ويقدر عددهم بحوالى 20%، وإلى أهمية نسبة المشاركة. وقد تنطوي الانتخابات على مفاجآت ولا سيما في جنوب البلاد، في ما يتعلق بنتائج «حركة خمس نجوم» المعارضة لمؤسسات الحكم والتي يُنسب إليها إقرار حدّ أدنى للأجور للأكثر فقرا.
مشاركة :