القاهرة 25 سبتمبر 2022 (شينخوا) في بهو المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة، التف عدد من المصريين والأجانب حول نسخة طبق الأصل من حجر رشيد ووقفوا ينظرون بإعجاب أثناء قراءة المعلومات الخاصة بهذه القطعة الأثرية الفريدة. وحجر رشيد هو أحد المفاتيح الرئيسة التي ساعدت على فك رموز اللغة المصرية القديمة، وتحتفل مصر حاليا بمرور 200 عام على فك رموز الحجر ونشأة علم المصريات. وقالت إيملي جونز، وهي سائحة كندية (32 عاما)، "لم أتخيل أبدا أن الحجر كبير ورائع لهذه الدرجة والكتابات محفورة بشكل جميل في لوحة الجرانوديوريت المصرية القديمة". وكانت إيملي متحمسة للغاية وهي تقترب من الحجر باستخدام عدسة مكبرة أو عن طريق تكبير الحروف المنقوشة على الحجر بهاتفها المحمول لرؤية أحرف لغة مصر القديمة. وأضافت السائحة الكندية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء التقاط صورة بجانب الحجر أن "هذا كنز معرفي للاستكشاف والحفر في التاريخ الغامض لمصر القديمة". وتم اكتشاف حجر رشيد وهو نصب من حجر الجرانوديوريت في العام 1799 في مدينة رشيد شمال القاهرة من قبل القوات الفرنسية المحتلة، وفي العام 1801 سقط الحجر في حوزة البريطانيين الذين أرسلوه إلى لندن، حيث تعرض نسخته الأصلية في المتحف البريطاني. وفي 27 سبتمبر 1822، تمكن الباحث الفرنسي جان فرانسوا شامبليون من كشف لغز الحجر وقراءة النصوص المصرية القديمة بشكل صحيح بعد قرون من المحاولات التي قام بها العلماء والباحثون. وبمناسبة مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، أهدى المتحف البريطاني نسخة طبق الأصل من الحجر لمصر، التي عرضتها في متحف الحضارة. ويعود تاريخ الحجر إلى العام 196 قبل الميلاد، عندما ألقت نقابة الكهنة المصريين كلمة تهنئة للملك بطليموس الخامس بمناسبة توليه عرش مصر، وشكرته على إعفائه جميع المعابد المصرية من الضرائب، وسجل الكهنة شكرهم بكل اللغات المعروفة في مصر آنذاك، وفقا للملصق الموجود أسفل الحجر. ونقش على الحجر نص بثلاث لغات هي المصرية القديمة (الهيروغليفية) والديموطيقية واليونانية القديمة. وقال المشرف على قاعات العرض بمتحف الحضارة سيد فاضل إنه "قبل إهداء المتحف البريطاني نسخة طبق الأصل لمصر، كان يصعب على السياح سواء كانوا مصريين أو أجانب تصور شكل وحجم وكتابات حجر رشيد". وأضاف فاضل لـ((شينخوا)) "لقد وضعنا نسخة الحجر على قاعدة عالية حتى يتمكن أي سائح قادم من بوابة المتحف أن يراها عن بعد قبل الاقتراب منها وقراءة الملصق الموجود أسفلها"، مشيرا إلى أن مرور 200 عام على فك رموز الحجر كانت مناسبة جيدة لعرضه. وتابع أنه "بفضل فك شفرة الحجر، تمكنا من قراءة النصوص واللوحات والنقوش على معابد مصر التي تروي التاريخ القديم لمصر". وأوضح أن الحجر المعروض في لندن هو واحد من ستة آخرىن وضعت أمام المعابد المصرية الرئيسة، لكن الخمسة الأخرى لم تكتشف بعد. وبمناسبة اكتشاف حجر رشيد ونشأة علم المصريات قبل 200 عام، تنظم وزارة السياحة والآثار المصرية سلسلة من الفعاليات خلال الفترة من 1 حتى 27 سبتمبر الجاري. وأطلقت الوزارة حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لشرح الحروف الهيروغليفية وعرض القطع الأثرية التي تعتبر أساسية لفهم الحضارة المصرية القديمة تحت عنوان "اللغة المصرية القديمة" و"تعرف على الكنوز في محافظتك". كذلك أطلق المتحف القومي الحضارة برنامجا لتعليم الأطفال اللغة المصرية القديمة من خلال ورش عمل مثل ورشة النحت على حجر الجرانيت لنموذج حجر رشيد وأخرى لتعلم الكتابة المصرية القديمة بفن الألوان البارزة "puffy paint". وشاركت سما وهي طالبة تبلغ عشر سنوات في الفصول التفاعلية ولونت بعض رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية التي كانت نظام الكتابة الرسمي المستخدم في مصر القديمة. وقالت الفتاة بسعادة وهي تكتب اسمها باللغة الهيروغليفية على قطعة من الورق السميك "انا سعيدة جدا بالتعرف على الحروف القديمة والاستماع إلى المعلومات حول حجر رشيد".
مشاركة :