تحتفل مصر على مدار 3 أيام، بذكرى مرور نحو 200 عام، على فك رموز حجر رشيد الأثري، على يد العالم الفرنسي فرنسوا شامبليون، ونظمت محافظة البحيرة (150 كيلومتراً شمال القاهرة)، احتفالية تحت عنوان «رشيد محل ذاكرة»، بالتعاون مع جامعة دمنهور، بحضور حفيد العالم الفرنسي شامبليون وحفيد الجندي الفرنسي بوشار، الذي اكتشف حجر رشيد عام 1799 داخل قلعة قايتباي، وحفيدة القائد الفرنسي مينو الذي تزوج من زبيدة الرشيدية ابنة أحد أعيان رشيد، بجانب القنصل الفرنسي بالإسكندرية، ومحمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار، ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة، مع بعض الجاليات الفرنسية بمصر، وعدد من القيادات التنفيذية والعلمية والشعبية. وقالت المهندسة نادية عبده محافِظة البحيرة، إن «إقامة هذه الاحتفالية، تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية، بوضع مدينة رشيد، على الخريطة السياحية العالمية في غضون 3 سنوات». وأضافت عبده: «الاحتفالية تستهدف أيضاً وضع مدينة رشيد تحت مظلة اليونيسكو، وجعلها متحفاً مفتوحاً، لما تحويه من آثار إسلامية، تتمثل في البيوت والمساجد الأثرية، التي تعتبر ثلث الآثار الإسلامية الموجودة بالعالم، وثاني المدن الأثرية الإسلامية بعد القاهرة، بالإضافة إلى طاحونة أبو شاهين وحمام عزوز الأثريين، فضلاً عن الآثار القبطية والفرعونية، وموقع مدينة رشيد المتميز، حيث التقاء نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط». من جانبه، قال محمد عبد اللطيف مدير قطاع الآثار الإسلامية والقبطية: «تبذل وزارة الآثار مجهوداً كبيراً لتطوير مدينة رشيد، لوضع المدينة على خريطة السياحة العالمية والانتهاء من مشروع تطويرها وتحويلها إلى متحف مفتوح للفن الإسلامي، في ظل ما توليه الحكومة المصرية من اهتمام بالغ بالمدينة، باعتبارها ثاني أكبر المدن التاريخية الإسلامية بعد القاهرة». يشار إلى أن حجر رشيد، عبارة عن حجر من البازلت الأسود، يبلغ ارتفاعه 113 سم، وعرضه 75 سم، وسمكه 27.5 سم، يحمل مضمونه مرسوماً ملكياً صدر في عام 196 قبل الميلاد، متضمناً تمجيداً لفرعون مصر، وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. ويظهر المرسوم في 3 نصوص؛ النص العلوي هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية، والجزء الأوسط اللغة الديموطيقية، والجزء الأدنى اليونانية القديمة، ورغم أنه يقدم النص نفسه في جميع اللغات الثلاث، فإنه يعطي مفتاح الفهم الحديث للهيروغليفية المصرية. وتم اكتشافه عام 1799 على يد جندي يدعى بيير فرنسوا بوشار أحد جنود حملة نابليون على مصر، وقد أثار اهتمام الجمهور على نطاق واسع مع قدرته على فك هذه اللغة القديمة التي لم تسبق ترجمتها قبل ذلك التاريخ. في السياق نفسه، مثّل الحجر بعد اكتشافه لغزاً لغوياً، بسبب صعوبة تفسيره، حتى جاء العالم الفرنسي جيان فرنسوا شامبليون، وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني، ونصوص هيروغليفية أخرى، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر لأكثر من 150 عاماً، وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق. ويوجد الحجر حالياً بالمتحف البريطاني، على شكله الذي اكتشف عليه، فاقداً بعض الأركان، وجزءاً من النص الهيروغليفي وجزءاً صغيراً من النص اليوناني، بعد أن تسلمته بريطانيا من فرنسا سنة 1802، إنفاذاً لنصوص معاهدة 1801، التي تلت معركة أبو قير البحرية.
مشاركة :