تحقيق إخباري: خطاط سوري يسعى جاهداً للحفاظ على فن الخط العربي وبقائه على قيد الحياة بعد سيطرة أجهزة الكمبيوتر

  • 9/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يسعي الخطاط السوري هيثم قطان رغم تقدمه في العمر جاهدا للحفاظ على فن الخط العربي وبقائه على قيد الحياة رغم دخول أجهزة الكمبيوتر إلى المجال، حيث ما يزال مقتنعا بأن فن الخط العربي هو فن إبداعي، ومن أدق الفنون واصعبها، وأنه من القلائل الذين مازالوا يمارسون هذا الفن رغم دخول التقنيات الحديثة إلى عالم هذا الفن الجميل. والخطاط السوري السبعيني يعترف بأن دخول أجهزة الكمبيوتر إلى حياتنا جعلت الحياة أسهل في الغالب، ولكن بالنسبة له ولمعظم الفنانين وأولئك الذين ما زالوا يعملون في الحرف اليدوية، يرون أن هذه الآلات التكنولوجية الحديثة جردت الفن من روحه، ولم يعد هناك فن إبداعي في الخط العربي. ويعتبر الخطاط قطان واحدا من الخطاطين القدامى في دمشق، فهو الذي تمكن باستخدام قصبة صغيرة وقليل من الحبر، من رسم أجمل لوحات الخط العربي التي تفوح منها رائحة عبق الماضي الجميل، وكل حرف في لوحاته تروي حكاية ما. وعلى مدار الـ 55 عاما الماضية، التي عمل بها الخطاط قطان استطاع أن ينجز أكثر من 10 آلاف لوحة فنية جسد فيها أنواع الخطوط العربية، محاولا بذلك الحفاظ على فن يحتضر بعد أن تخلى العديد من الخطاطين المهرة عن العمل به من أجل وظائف أكثر استقرارا بسبب قلة الطلب عليه، ودخول التكنولوجيا إلى هذا المجال لتصبح أكثر شيوعا في الوقت الحاضر نظرًا لخصائص السهولة وتوفير الوقت. ولكن بالنسبة للخطاط قطان، الاستسلام لم يكن خيارا مطروحا، ومازال متمسكا بفن الخط العربي نظرا لقناعته بأهميته. وفي منزله الكائن بدمشق، خصص قطان غرفة لفنه بعد أن اضطر لمغادرة محله في الجزء الأوسط من العاصمة دمشق العام 2015 بسبب سقوط قذائف الهاون آنذاك على معظم الاحياء في دمشق. بصرف النظر عن قذائف الهاون التي كانت تنهمر، فقد شعر الرجل أنه يمكنه استثمار المال من المتجر الذي كان يديره في أشياء أخرى، نظرا لحقيقة أن الخط لم يعد عملا مربحا بعد الآن ولم يعد يكسبه لقمة العيش. مع القليل من العمل الذي يقوم به، يقوم الخطاط قطان بإعطاء دروس خاصة للشباب والمهتمين بفن الكتابة القديم. وقال قطان الذي كان يجلس على أريكة طويلة وامامه طاولة خشبية صغيرة وعليها بضعة أوراق محبرة وعدد من أقلام القصب المخصصة للتخطيط، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه مستعد لبذل جهد إضافي للحفاظ على هذا الفن حيا. وأضاف الخطاط السوري المولود في العام 1949 "بدافع حبي لها، لا أستطيع تركها، عندما أسير في الشارع، تستمر عيني في تتبع اللافتات والخطوط التي كُتبت بها". وأعرب عن أسفه لأنه في الوقت الحاضر، يقوم الناس بكل التصميمات على أجهزة الكمبيوتر، والتي لا روح لها، على حد وصفه. وقال إن "الخط له روحانية وله نفس لا يمكن لأي آلة ان تنجز ما تنجزه اليد بالخط"، مؤكدا أن الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية. وأضاف "يمكن لهذا الجيل أن يجلس على أجهزة الكمبيوتر ويرسم لوحات وأعمالا فنية ويدمج فيها الحروف، ولكن هذا لا يكفي لأن الخطاط له روحه فيما يكتب".

مشاركة :