1) الكتابة الأدبية في تقديري.. حياةٌ وهمٌّ ومحَاولة إبداع. وبدون ذلك، تتحول الكتابة إلى نقشٍ في الرمل تذروه الرياح! * * * وبمعنىً آخر، الكتابة الأدبية التي لا يُحليّ جيَدها الإبداع.. أو شيءٌ منه، هي كالحرث في البحر! * * * 2) كلّ مرة لا أفلح في كتابة نصِّ أرشّحه للقراءة ينتابني (مسّ) من رغبة في استمرار التنفّس الوجداني عبر القلم، بما ينفع ولا يضرّ. وذاك خير رادع للفَشَل! معتزاً في الوقت ذاته، أن الوطن الغالي هو مُلهْمي وتاج آمالي، وشؤون وشجون هذا الوطن هي مداد قلمي، وهي المحرّضُ لحروفه! * * * 3) يَفتنُ وجداني إحساسٌ بالألم الصامت متى ارتكبت خطأً لا يرضي الله سبحانه وتعالى، ويجلب لي ملامةَ الناس. وأرى أن إحسَاساً كهذا (فضيلة) ومبشِّر لي بالغفران، إذا اقترن الدعاء له بالتوبة النصوح! * * * 4) من عجائب النفس البشرية أن صاحبَها قد لا ينسَى لحظات الخطأ في حياته، رغم استطاعته على دفن ذلك الشعور بالاستغفار والتوبة والعمل الصالح، وأحسب أن هذا التصوّرَ هو تذكيرٌ إيجابي لفاعل الخطأ ورادع له أن يأتيه كرّةً أخرى! * * * 5) داعبني صديق حميمٌ مرةً متسائلاً: متى ينضب مداد البوْح في قلمك؟ فقلت: أتمنى ألاّ ينضب هذا المداد ما دام في النفس عِرق ينبض بالرغبة في بقائه تعبيراً عن القول المباح! وأحمد الله أن القلم الذي تمرّد حيناً من الوقت على حرفي فلا يستجيب لرغبتي في القول المباح قد بات اليوم بفضل الله.. أفضل استجابة لإملاءات النفس، وأثرى رغبةٌ في استمرار البوح بما يرضي الله، قبل وبعد كل شيء! * * * 6) أُتِّهمَ كاتبُ هذه السطور مرةً بأن بعض حروفه لا تخلو أحياناً من الإبهام أو الغموض. وأردّ على ذلك بالقول إن كتابة النص الأدبي تعاني أحياناً من (هيبة) الاختصار حين لا يكون هناك شفيع له. أضف إلى ذلك أن (الإيجاز) في الكتابة مع عدم الإخلال بالمعنى المقصود أمر لا يخلوُ من عُسْرٍ، مُذكراً بأن كتابة النص الأدبي تتطلب من الكاتب (جُهداً) في الصياغة، بلا إفراط ولا تفريط، ومن القارئ (قدرةً) على قراءة ما بين السطور، وأعتقد في الختام أن (الحلَّ) المراد هو مزيدٌ من عناء (الكاتب) وقدرةٌ من (القارئ) على الفهم. فإذا التقت الغايتان، تحقق المراد.
مشاركة :