طهران تواصل قمع المتظاهرين وتتعهّد بـ عدم التساهل معهم

  • 9/26/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعت السلطات الإيرانية إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني. وفيما خرجت مظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران بعدة دول غربية، اتهمت الخارجية الإيرانية واشنطن بانتهاك سيادتها. دعت السلطات الإيرانية إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني. قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2022) إن المحاولات الأمريكية لانتهاك سيادة إيران على خلفية الاحتجاجات التي أثارتها وفاة شابة في حجز الشرطة لن تمر دون رد، فيما دعا رئيس السلطة القضائية في إيران الأحد إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين بعد تسعة أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة، قُتل فيها 41 شخصا.   ووجّه في وقت سابق الأحد سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا". وشدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي على "ضرورة التعامل بدون أي تساهل" مع المحرضين على "أعمال الشغب"، حسبما ذكرت وكالة أنباء السلطة القضائية "ميزان أون لاين". ونُظمت تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق. واندلعت الاحتجاجات في 16 أيلول/سبتمبر في إيران، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية. احتجاجات هي الأوسع وهذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت من ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالي مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية). وتخللتها مواجهات مع قوات الأمن وإطلاق شعارات مناهضة للنظام، بحسب وسائل اعلام وناشطين. ومنذ أيام عدة، تظهر مقاطع مصورة نشرت على الانترنت مشاهد عنف في طهران ومدن كبرى أخرى مثل تبريز (شمال غرب). وبدت قوات الأمن في بعض هذه المقاطع تطلق النار في اتجاه المتظاهرين. وتظهر لقطات نشرت السبت محتجين يدمرون صورة لآية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية أمام جامعة نوشيرفاني للتكنولوجيا في بابُل بمحافظة مازندران (شمال). تحميل المسؤولية للولايات المتحدة وتنفي السلطات أي ضلوع لها في وفاة أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). لكن منذ 16 أيلول/سبتمبر، يخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلا للتظاهر. وجدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأحد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية هذه الاضطرابات، متهما واشنطن بـ"التدخل في الشؤون الإيرانية (...) ودعم المشاغبين في شكل استفزازي". ومنذ بدء التظاهرات، أوقف أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة في الشمال، علما بأن العدد قد يكون أكبر في مجمل أنحاء البلاد. وأفادت لجنة حماية الصحافيين التي مقرّها في الولايات المتحدة، بأن 17 صحافيا أوقفوا في إيران منذ بدء الاحتجاجات. وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصا. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية ومقرها أوسلو مقتل ما لا يقل عن 57 متظاهرا. ومساء الأحد، تجددت التظاهرات الاحتجاجية لليوم العاشر على التوالي في مدن عدة، بينها شيراز (وسط) وطهران، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس". وهتف المتظاهرون في العاصمة بحسب مقطع مصور بثته المنظمة على تويتر "الموت للديكتاتور". إصابات في صفوق شرطة لندن وفي ذات السياق، أصيب خمسة شرطيين على الأقل "بجروح خطرة" واعتقل 12 شخصا في حوادث على هامش احتجاج خارج السفارة الإيرانية الأحد في لندن بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى الشرطة في طهران. وقالت شرطة لندن إن عناصر أمن انتشروا بالقرب من السفارة الأحد وذلك في ظل "التجمعات الكبيرة" السلمية التي شوهدت في العاصمة البريطانية خلال الأيام الأخيرة بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما) التي اعتقلتها شرطة الآداب الإيرانية في 13 أيلول/سبتمبر بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة". وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا يهتف "الموت للجمهورية الإسلامية". وقالت الشرطة في بيان مساء الأحد إنه بينما "استمر غالبية الذين حضروا الى أمام السفارة الأحد في التصرف بمسؤولية"، سعت مجموعة "كبيرة" إلى "مهاجمة الشرطة ومتظاهرين لم يتفقوا معهم". وأضافت شرطة لندن أنه تم نشر وحدات لإنفاذ القانون مزودة بخوذات ودروع. وبدأت المناوشات في بادئ الأمر بمحيط السفارة قبل أن تمتد إلى منطقتي ماربِل آرتش ومايدا فايل، حيث جرى "استهداف" المركز الإسلامي في إنكلترا. وتمكنت الشرطة من "ضمان أمن المبنى"، لكنها تعرضت لإطلاق مقذوفات. ونُقل ما لا يقل عن خمسة من أفراد الشرطة إلى المستشفى بسبب إصابتهم خصوصا بكسور، وفقا لما أعلنت الشرطة التي اعتقلت 12 لتورطهم في اضطرابات عنيفة. ع.ش/ و.ب (أ ف ب، رويترز)

مشاركة :