الهدوء يعود للزاوية بعد اشتباكات عنيفة بين جماعتين مسلحتين

  • 9/26/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - عاد الهدوء إلى مدينة الزاوية الليبية في غرب البلاد بعد اشتباكات دامية ليل الأحد الاثنين بين مجموعتين مسلحتين، خلفت  خمسة قتلى و 13 جريحا، وفق بيان رسمي ووسائل إعلام محلية. وتشهد ليبيا من حين إلى آخر مواجهات مسلحة بين جماعات تُقلب في ولاءاتها حسب ما تقتضيه مصالحها وسط نزاع على النفوذ تشهده ليبيا منذ سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة نشبت بين مجموعتين تابعتين لوزارتي الدفاع والداخلية، في قلب هذه المدينة الواقعة على بعد 40 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس. وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ (حكومي)، مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، وإصابة 13 آخرين. وأفاد مصدر أمني طالبا عدم الكشف عن هويته، بأن القتال اندلع بعد مقتل أحد أفراد إحدى المجموعتين على يد مناصر للمجموعة الأخرى بسبب خلاف على قضية متعلقة ببيع وشراء الوقود المهرب، وهو أمر شائع جدا في هذه المدينة القريبة من الحدود مع تونس. ووقعت هذه الاشتباكات في وقت تمر فيه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بأزمة سياسية خطيرة على خلفية انعدام الأمن المزمن الذي يتسم بالقتال المتكرر بين الجماعات المسلحة. وتتنافس حكومتان على السلطة منذ مارس/اذار: واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبدالحميد الدبيبة منذ عام 2021 والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي. في نهاية أغسطس/آب، خلف القتال بين الميليشيات المتخاصمة في طرابلس 32 قتيلا و159 جريحا نتيجة هذه المواجهة السياسية. ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وعرفت صراعات على السلطة والانقسامات بين المناطق، إلى جانب تعمق أزمة التواجد العسكري الأجنبي والمرتزقة في عموم البلاد، الذي يغذي النزاع المزمن في الدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط 'أوبك'. وتشير الاشتباكات الأخيرة إلى حالة التداخل والتشابك الأمني المعقدة في ليبيا وتسلط الضوء على التحديات الأمنية وهي في النهاية جزء من نسيج ميليشاوي يثقل تواجده على جهود التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وتوجد في ليبيا عشرات الجماعات المسلحة بينها جماعات إسلامية متشددة معظمها موالية لجماعة الإخوان المسلمين وهي مدججة بالسلاح ويصعب معها حصر السلاح بأيدي الدولة في حال تم التوصل إلى تسوية للأزمة السياسية. وفي الشهر الماضي تبادل رئيسا الحكومتين في ليبيا الاتهامات بـ"العدوان" و"الإجرام" مع انتهاء اشتباكات بين المجموعات المسلحة الموالية للطرفين في العاصمة الليبية أسفرت عن سقوط 32 قتيلا و159 جريحا حسب حصيلة رسمية. وكانت تلك ثاني محاولة يقوم بها باشاغا وزير الداخلية السابق لإزاحة منافسه من السلطة التنفيذية. ونشبت المعارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين جهاز "دعم وحفظ الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي ويرأسه غنيوة الككلي و"اللواء 777" التابع لرئاسة الأركان ويقوده هيثم التاجوري. وقال الدبيبة في كلمة متلفزة حينها إن "من شنوا العدوان على طرابلس رضوا بأن يكونوا مطية لأجندات دولية لا تريد الاستقرار لليبيا"، مضيفا "فشل مشروع الحكومة الموازية لأن الشعب يرفض التمديد لأجسامهم الفاقدة للشرعية" في إشارة لحكومة باشاغا والبرلمان. وحمّل باشاغا الدبيبة المسؤولية عن الاشتباكات في طرابلس. وقال في بيان "حالة الفوضى الأمنية في طرابلس أحدثتها مجموعات إجرامية خارجة عن القانون تأتمر بأمر زعيمها الدبيبة الذي انتهت ولايته وشرعيته"، مضيفا أن "الدماء التي سفكت والأموال التي نهبت" يتحمل مسؤوليتها الدبيبة والعصابات المسلحة الداعمة له.

مشاركة :