يعقد البرلمان العراقي الأربعاء المقبل جلسة للتصويت على استقالة رئيسه محمد الحلبوسي، في ظل أزمة سياسية في البلاد، بحسب الإعلام الرسمي. وأوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) بيانا للمكتب الإعلامي لمجلس النواب جاء فيه اليوم أن البرلمان "سيعقد جلسة في الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء". وأوضحت أن "جدول أعمال الجلسة يشمل التصويت على استقالة رئيس مجلس النواب من منصبه، وانتخاب النائب الأول لرئيس المجلس". ونقلت الوكالة عن الحلبوسي قوله في كلمة "لم أتداول قرار استقالتي مع قادة الكتل السياسية والزملاء"، موضحا أنه "كان من المفترض عقد جلسة البرلمان يوم 20 من الشهر الحالي، لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اقترح تأجيلها". وتابع "أن استقالتي من رئاسة البرلمان لا علاقة لها بالتحالف الثلاثي"، في إشارة إلى التحالف بين الكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة (تقدم) بقيادة الحلبوسي. وأضاف أن "أحد أسباب استقالتي من منصبي هو الانتقال من الأغلبية السياسية إلى إدارة الدولة بالتوافقية"، موضحا أن "التحالف الثلاثي لديه رؤية سياسية، ولكن لم يصل إلى تقديم البرنامج الحكومي". ومضى قائلا "لا أمنع أي شخصية من الترشح لرئاسة مجلس النواب"، مشيرا إلى أن "المناصب تكليف ويجب أن يعي الجميع حساسية المرحلة". ودعا الحلبوسي إلى ضرورة أن تكون العلاقة طبيعية بين القوى السياسية بعدما شابها الكثير من الأزمات، مضيفا "لن أفرض وجودي على السياسيين، وطلب الاستقالة لا يعرقل جلسة البرلمان الأربعاء المقبل". ووفق النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي، تقبل استقالة رئيس البرلمان أو أحد نوابه بموافقة أغلبية النواب الحاضرين (أي نصف الحاضرين زائد واحد). وينص النظام الداخلي للبرلمان على أنه في حالة خلو منصب رئيس مجلس النواب أو أحد نائبيه لأي سبب، ينتخب مجلس النواب من يخلفه بالأغلبية المطلقة (أي نصف إجمالي عدد النواب البالغ 329 نائبا زائد واحد) في أول جلسة يعقدها المجلس لملء المنصب الشاغر. وكان النائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي، الذي ينتمي للكتلة الصدرية، قد استقال من منصبه بعد أن وجه الزعيم الشيعي البارز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في يونيو الماضي أعضاء الكتلة بالاستقالة من البرلمان احتجاجا على حالة الانسداد السياسي في البلاد. ويعاني العراق من أزمة سياسية وخلافات متصاعدة بين التيار الصدري وخصومه في الإطار التنسيقي، الذي يضم معظم الأحزاب والقوى السياسية الشيعية منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من أكتوبر الماضي. وأعاقت الخلافات المستمرة بين الأحزاب الشيعية تشكيل حكومة عراقية جديدة، وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
مشاركة :