الدراما السعودية على المحك - عثمان بن حمد أباالخيل

  • 9/27/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

النص الجيد، المُخرج المتمكن والمنتج الذي يوفر كل المستلزمات لنجاح العمل سوء أكان دراميًا أو تراجيديًا هذه هي عناصر النجاح والقبول عند كل شرائح المتابعين وعلى اختلاف تعليمهم وثقافتهم. قد يتبادر هذا السؤال عند البعض: ما الفرق بين التراجيديا والكوميديا؟ ببساطه تدور التراجيديا حول أحداث حزينة، بينما تدور الكوميديا حول أحداث سعيدة. بمعني آخر الدراما تشمل جميع أنواع الفنون المسرحية والتمثيلية ولا ننسي أن هناك مسلسلات تاريخية. حين نسأل ما هي الفائدة المرجوة من المسلسل التلفزيوني؟ هناك إجابات كثيرة لكنني شخصيًا مع الإجابة التي تقول إنها لها تأثير في تشكيل وعي الجمهور اجتماعيًا وأخلاقيًا، خاصة أنها مادة تدخل البيوت بلا استئذان، ويشاهدها الفئات العمرية كافة؟ أتساءل ويتسأل معي الكثيرون: هل ما يعرض على القنوات الفضائية الخاصة والحكومية يعكس تطور ونهضة وثقافة وموروث الإنسان السعودي من خلال حياته الاجتماعية والعملية والعلمية ورصدَ همومه وقضاياه بكل واقعية، أتمنى بعد الانتهاء من عرض كامل حلقات المسلسل أن يكون هناك مجموعة من المختصين لتقييم المسلسل من جميع عناصره الثلاثة خصوصًا النص دون محاباة. إن غياب النقد الفني أدي إلى تدني بعض المسلسلات التي لا تعكس واقعنا كما يحدث للمسلسلات الواقعية لبعض دول الجوار. أتساءل ويتسأل معي الكثيرون: هل الخلل يكمن في ندرة كُتَّاب النص وانعدام الأقلام المحترفة أم في قلة الخبرة الإنتاجية والإخراجية، مرة أخري النص هو لب وقلب المسلسل وهناك روائيون وروائيات سعوديات قدموا روايات تعكس الواقع السعودي في أغلبها وتستحق أن تتحول إلى عمل تلفزيوني مميز. إن اختيار نصوص متميزة هو الحل الوحيد في مشاهدة مسلسل مميز. لماذا تفشل بعض محاولات تحويل الرواية إلى فيلم وتنجح أخرى؟ برأيي الشخصي يعتمد على فكرة الرواية ومدى ملامستها للواقع والنص والسر الجديد وتشابك وتسلسل الأحداث، والأهم من هو السيناريست الذي تولى عملية كتابة السيناريو. ليس هناك خلاف على أن تحويل الرواية إلى مسلسل حلم كل روائي في اللحظة التي يقوم فيها بكتابة. ثلاثية نجيب محفوظ: «بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية»، و(رد قلبي) ليوسف السباعي، و(عمارة يعقوبيان) لعلاء الأسواني، و(نهاية رجل شجاع) لحنا مين. روايات تحولت إلى مسلسلات ناجحة. رواية (خلف أسوار المجتمع) تسلط الضوء على مجهولي الأبوين، هذه الفئة من المواطنين والمواطنات ودور الدولة المنقطع النظير في تقديم الرعاية النفسية والإيواء والرعاية الاجتماعية. خلف أسوار المجتمع تغوص وتتعمق في عالم متناقض من الأحداث والمحن ممزوج بالفرح والسعادة منغمس في ملذات الحياة وويلاتها. خلف أسوار المجتمع شخوص.. أحداث.. مدن.. دول.. فرح.. حزن.. سعادة ومشاعر إنسانية متناقضة بين الواقع والتمثيل. خلف أسوار المجتمع تترجم مدى تقبل هذه الفئة الغالية التي لا ذنب لها.. مجهولو النسب.. بين أحضان الدولة وقسوة المجتمع، هل حقاً مسيرة حياة مجهول النسب ما يتعلق بالزواج والحياة الاجتماعية في مجتمع يحفظ للقبيلة والعائلة الممتدة مكانتها أم هذا غير واقعي في مجتمع يدرك ذنب من ليس له ذنب. تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني (دراما) لنشر روح المحبة والتسامح واحتضان هذه الشريحة من الطفولة والوقوف معها في سن الرشد، فهي شريحة ليس لها ذنب. دعوة لهيئة الإذاعة والتلفزيون وجمعية الثقافة والفنون والمنتجين للمبادرة لإخراج هذه الرواية إلى النور وتحويلها إلى عمل تلفزيوني. ليس هناك أدني شك أن هناك الكثير من الروايات التي تعكس واقع المجتمع السعودي والتي تستحق أن ترى النور وتحتاج إلى المبادرة. همسة: قبول مجهولي الأبوين في تفاصيل المجتمع سمة يتحلى بها أصحاب القلوب البيضاء والنفوس الطيبة.

مشاركة :