جددت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، التأكيد على تمسك المنظمة الدولية «بوحدة أراضي أوكرانيا» ضمن «حدودها المعترف بها»، فيما قال «الكرملين» إن الاتهامات بأن روسيا مسؤولة بشكل ما عن هجوم محتمل، استهدف خطي أنابيب نورد ستريم حمقاء، مضيفاً أن الولايات المتحدة عارضت خطي الأنابيب، وأن شركاتها جنت أرباحاً ضخمة من إمدادات الغاز إلى أوروبا. وقالت ديكارلو في بداية اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «دعوني أكرر أن الأمم المتحدة مازالت ملتزمة تماماً بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً». وخلال الجلسة بُثت مداخلة مسجلة مسبقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيها إنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد «الاستفتاءات» التي نُظمت في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا. وقال زيلينسكي إن «اعتراف روسيا بالاستفتاءات الزائفة على أنها طبيعية، وتطبيقها السيناريو نفسه الذي طبقته في شبه جزيرة القرم، ومحاولتها مرة إضافية ضم جزء من الأراضي الأوكرانية، كل هذا يعني أنه لا يتعين علينا التفاوض مع الرئيس الروسي الحالي». وبثت كلمة الرئيس الأوكراني في الجلسة قبيل صدور نتائج الاستفتاءات التي جرت في المناطق الأربع، والتي أتت كلها مؤيدة بنسبة ساحقة للانضمام إلى روسيا. وعلى غرار العديد من أعضاء مجلس الأمن، ندد الرئيس الأوكراني بـ«مهزلة» نتائجها. وأضاف أن «ضم الأراضي هو أبشع انتهاك لميثاق الأمم المتحدة»، مطالباً بوجوب «إقصاء روسيا من كل المنظمات الدولية»، أو على الأقل تعليق عضويتها في هذه المنظمات. وناشد الرئيس الأوكراني مجلس الأمن التحرك ضد روسيا. وقال «هناك حاجة إلى إشارة واضحة من كل دول العالم». وأضاف «أنا أؤمن بقدرتكم على التصرف». إلى ذلك، تعتزم الولايات المتحدة بالاشتراك مع ألبانيا طرح «مشروع قرار يدين الاستفتاءات، ويدعو الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأي وضع معدل لأوكرانيا، ويطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا»، بحسب ما قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد. وأضافت أنه إذا استخدمت روسيا حق النقض «لحماية نفسها» من هذا القرار «فسنحول أنظارنا إلى الجمعية العامة لإرسال رسالة لا لُبس فيها إلى موسكو»، موضحة أن هذا التصويت يمكن أن يتم في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل. وخلافاً لمجلس الأمن، فإن قرارات الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة تصدر بالأغلبية ولا تتمتع أي دولة بحق استخدام «الفيتو». بالمقابل، أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن «الاستفتاءات» كانت «شفافة»، مستنكراً «فورة الغضب» و«الدعاية» التي يمارسها الغرب، والتي تهدف على حد قوله إلى إجبار بلاده على «الخضوع». أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مناطق لوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية، أمس، أنها طلبت من الرئيس فلاديمير بوتين ضمها إلى روسيا غداة عمليات تصويت على الضم. وأدان الاتحاد الأوروبي، أمس «نتائج» الاستفتاءات الروسية التي أجريت في أوكرانيا. يأتي ذلك في وقت قال فيه المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، للصحافيين إن من الضروري التحقيق في هجوم محتمل استهدف خطي أنابيب نورد ستريم، مضيفاً أن الإطار الزمني لإصلاح التلف في خطوط الأنابيب لم يتضح. ورداً على سؤال حول الاتهامات بأن روسيا قد تكون وراء الهجوم المحتمل، قال بيسكوف «إنها متوقعة تماماً، وكما هو متوقع حمقاء أيضاً». وقال «هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لأن خطي نورد ستريم مملوءان بالغاز - النظام بأكمله جاهز لضخ الغاز والغاز باهظ الثمن. الآن يطير الغاز في الهواء». وأضاف بيسكوف «هل نحن مهتمون بذلك؟ لا، لسنا كذلك، فقدنا طريقا لإمدادات الغاز إلى أوروبا». وتحقق أوروبا فيما قالت ألمانيا والدنمارك والسويد إنها هجمات تسببت في تسريبات كبيرة للغاز في بحر البلطيق من خطي أنابيب الغاز الروسيين وسط أزمة طاقة. وقال بيسكوف «نرى أرباحاً ضخمة لموردي الغاز الطبيعي المسال الأميركيين، الذين زادوا إمداداتهم إلى القارة الأوروبية أضعافاً مضاعفة. إنهم مهتمون جداً بالحصول على المزيد من أرباحهم الفائقة». وتخطط الولايات المتحدة لتوريد ما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق الاتحاد الأوروبي هذا العام، في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا للاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :