إشادة إقليمية ودولية بتجربة البحرين في تطبيق «العقوبات البديلة»

  • 9/29/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

11 توصية للمؤتمر الدولي حول قانون العقوبات والتدابير البديلة كتب‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭:‬   وسط‭ ‬إشادة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬واسعة‭ ‬بتجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الرائدة‭ ‬والنوعية‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬اختتمت‭ ‬أمس‭ ‬فعاليات‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭: ‬تجربة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬الجنائي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين،‭ ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬متحدثون‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والمنسق‭ ‬المقيم‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومكتب‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بالجريمة‭ ‬والمخدرات،‭ ‬والمرصد‭ ‬العربي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والشبكة‭ ‬العربية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبعض‭ ‬ممثلي‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للتحالف‭ ‬العالمي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشاركة‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وذوي‭ ‬الاختصاص‭.‬   ووصف‭ ‬المشاركون‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬البحريني‭ ‬بأنه‭ ‬الأوسع‭ ‬والأشمل‭ ‬والأكثر‭ ‬تطورًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭.‬ وأصدر‭ ‬المؤتمر‭ ‬11‭ ‬توصية‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬التشريعية‭ ‬والإدارية‭ (‬التنفيذية‭) ‬والقضائية،‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬المشاركون‭ ‬بدعوة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬إلى‭ ‬الدفع‭ ‬قدمًا‭ ‬بالوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬والمساهمة‭ ‬الإيجابية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬قانون‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تسن‭ ‬قانونا‭ ‬خاصا‭ ‬بها‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭.‬ وأوصوا‭ ‬بمراعاة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬التشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬المنظمة‭ ‬للعقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬معايير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬والمقررات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬متضمنة‭ ‬جوازية‭ ‬إنهاء‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬المدة‭ ‬المقررة‭ ‬بها،‭ ‬واعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬إعفاءً‭ ‬للمستفيد‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مدة‭ ‬محكوميته‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬للجهات‭ ‬القضائية‭ ‬المعنية‭ ‬استحقاقه‭ ‬ذلك،‭ ‬وفق‭ ‬ضمانات‭ ‬وضوابط‭ ‬وإجراءات‭ ‬محددة‭ ‬قانونًا‭.‬ وطالبوا‭ ‬بمنح‭ ‬المستفيد‭ ‬شهادة‭ ‬تثبت‭ ‬حسن‭ ‬سيرته‭ ‬وسلوكه‭ ‬لتمكنه‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬دراسته‭ ‬الأكاديمية‭ (‬الجامعية‭ ‬أو‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬المدرسية‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬إخلال‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬تلك‭ ‬الدراسة‭.‬ وأكدوا‭ ‬أهمية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬المتولدة‭ ‬عن‭ ‬الأطروحات‭ ‬والرسائل‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬لتكون‭ ‬منارة‭ ‬يستهدي‭ ‬بها‭ ‬الكافة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬واستكمال‭ ‬البناء‭ ‬التشريعي‭ ‬المنظم‭ ‬للسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬وفقا‭ ‬للنظم‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬كأحد‭ ‬الوسائل‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬وتقويم‭ ‬سلوكه‭ ‬وجعله‭ ‬مؤهلا‭ ‬لإعادة‭ ‬إدماجه‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬ وطالبوا‭ ‬بتبني‭ ‬نظامي‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬ضمن‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬وبرامج‭ ‬العمل‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مع‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬جهات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬وإنشاء‭ ‬وحدات‭ ‬متخصصة‭ ‬ضمن‭ ‬هيكلها‭ ‬الإداري‭ ‬مناط‭ ‬به‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬واقتراح‭ ‬التوصيات‭ ‬التطويرية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬بين‭ ‬النزلاء‭ ‬بالشروط‭ ‬والضوابط‭ ‬القانونية‭ ‬المقررة‭ ‬لإمكانية‭ ‬شمولهم‭ ‬بالعقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وتسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬المقررة‭ ‬حال‭ ‬طلبهم‭ ‬الشخصي‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬باستبدال‭ ‬العقوبة‭.‬ ووجهوا‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لدعم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬والجهات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭.‬ ولفتوا‭ ‬إلى‭ ‬إيلاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخاصة‭ (‬الأهلية‭) ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجدوى‭ ‬نظامي‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬ليكونوا‭ ‬جميعًا‭ ‬شركاء‭ ‬حقيقيين‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬وإصلاح‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭.‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والبرامج‭ ‬التأهيلية‭ ‬لتحفيز‭ ‬الدمج‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭.‬ ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تعديل‭ ‬تشريعي‭ ‬بعدم‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬كشرط‭ ‬لسداد‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬كافة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه،‭ ‬بأن‭ ‬يستطيع‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬تقسيط‭ ‬مبلغ‭ ‬الغرامة‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭.‬ وخلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المؤتمر‭ ‬قال‭ ‬المهندس‭ ‬علي‭ ‬الدرازي‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬أعوام،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4400‭ ‬شخص،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مراجعة‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وبالشراكة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقامت‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬القانون‭ ‬منذ‭ ‬إصداره‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬القانون،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬التطور‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬العقاب‭.‬ وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬العصف‭ ‬الذهني‭ ‬والذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬المؤتمر‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬الشبكة‭ ‬العربية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعميمها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭.‬ بدوره‭ ‬قال‭ ‬علاء‭ ‬شلبي‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬دراسة‭ ‬التجارب‭ ‬العربية‭ ‬المتقدمة‭ ‬بعمق‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬تعميم‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الخبرات‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬عديدة‭ ‬تجمع‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التأثر‭ ‬التشريعي‭ ‬والقضائي‭.‬ وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬ثرية،‭ ‬وتقدمت‭ ‬كثيرا،‭ ‬والمؤتمر‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬التعرف‭ ‬عليها،‭ ‬وتم‭ ‬اختبار‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ولقينا‭ ‬استجابات‭ ‬عديدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬إيجابية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬تعرفوا‭ ‬على‭ ‬المقترحات‭ ‬المهمة‭ ‬للتطوير‭ ‬والتحديث‭.‬ بدوره‭ ‬قال‭ ‬القاضي‭ ‬حاتم‭ ‬علي‭ ‬ممثل‭ ‬نائب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬إن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تنظر‭ ‬باهتمام‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لديها‭ ‬عقوبات‭ ‬بديلة‭ ‬في‭ ‬تشريعاتها‭ ‬الوطنية‭ ‬سواء‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات،‭ ‬ولكن‭ ‬البحرين‭ ‬امتلكت‭ ‬الإرادة‭ ‬والرغبة‭ ‬السياسية‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬إفراد‭ ‬تشريع‭ ‬مستقل‭ ‬للعقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬مستقاة‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتجارب‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.‬ وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬البحريني‭ ‬يتسم‭ ‬بأنه‭ ‬أكثر‭ ‬إلزامية‭ ‬وأكثر‭ ‬سهولة‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬منوها‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقل‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬التوصيات‭ ‬والمقترحات‭ ‬لتطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬القانون‭.‬ أكد‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬تجربة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬الجنائي‮»‬‭ ‬التطور‭ ‬النوعي‭ ‬والمهم‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطبيقها‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬يحتذى‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشيدين‭ ‬بما‭ ‬حققه‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬أجواء‭ ‬عصف‭ ‬ذهني‭ ‬نوعي‭.‬ إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬علي‭ ‬الدرازي‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬مضي‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬يجعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬ايجابيات‭ ‬القانون،‭ ‬الذي‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬شخص،‭ ‬وأعرب‭ ‬الدرازي‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬لتوسعة‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬حيث‭ ‬وضعت‭ ‬المؤسسة‭ ‬آلية‭ ‬متطورة‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬مهم‭ ‬سبقه‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬حذف‭ ‬بند‭ ‬تغطية‭ ‬العقوبة‭ ‬نصف‭ ‬المدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬الأخذ‭ ‬بفلسفة‭ ‬العقاب‭ ‬الحديثة‭.‬ من‭ ‬جانبه؛‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬علاء‭ ‬سيد‭ ‬شلبي‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬التحفيز‭ ‬عملية‭ ‬مستمرة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دروسًا‭ ‬مستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬صداها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الخبرة‭ ‬وجمع‭ ‬البلدين‭ ‬معا‭ ‬وتعزيز‭ ‬التبادل‭ ‬المعرفي‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬توصيات‭ ‬مهمة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬ضرورة‭ ‬توضيح‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬المؤمنة‭ ‬بالتحديث‭ ‬القانوني‭.‬ وتحدث‭ ‬الدكتور‭ ‬حاتم‭ ‬علي‭ ‬نائب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بمكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬والجريمة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بقانون‭ ‬مستقل‭ ‬يختص‭ ‬بالعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وكان‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬وفاعلية‭ ‬ومناسبة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬منوهاً‭ ‬بدور‭ ‬المؤتمر‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬التجربة‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬ وأضاف‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تمتلك‭ ‬ضمنيًا‭ ‬بعض‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬أو‭ ‬الإجراءات،‭ ‬ولكن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الرغبة‭ ‬والمبادرة‭ ‬بإيجاد‭ ‬تشريع‭ ‬مستقل‭ ‬للتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬حيث‭ ‬نظرت‭ ‬إلى‭ ‬القوانين‭ ‬الأممية‭ ‬وأخذت‭ ‬بالتجارب‭ ‬العالمية‭ ‬ونقلتها‭ ‬بدورها‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬حوى‭ ‬التوصيات‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬منظومة‭ ‬تشريعية‭ ‬مهمة،‭ ‬فأي‭ ‬تشريع‭ ‬جديد‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المراجعة‭ ‬والتطوير‭ ‬الدائم‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالملاحظات‭ ‬المقدمة‭.‬ وبيّن‭ ‬الدكتور‭ ‬حاتم‭ ‬تقدم‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الوطني‭ ‬عملا‭ ‬تراكمياً‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬وتولت‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وضع‭ ‬التشريع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬لجنة‭ ‬لمراجعة‭ ‬الآليات‭ ‬والأخذ‭ ‬بالملاحظات،‭ ‬إذ‭ ‬أتى‭ ‬القانون‭ ‬ليتواكب‭ ‬مع‭ ‬مواصفات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهناك‭ ‬جهود‭ ‬تبذل‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الشراكات‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬كمؤثرين‭ ‬لإعادة‭ ‬التأهيل،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تعتبر‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬ومهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬رعايتها‭ ‬ودعمها‭ ‬والثناء‭ ‬عليها‭.‬ ورداً‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬فكرة‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬بمقابل؛‭ ‬أكد‭ ‬القاضي‭ ‬بدر‭ ‬العبدالله‭ ‬اعتبار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬العقوبة‭ ‬الأصلية،‭ ‬إذ‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬وصف‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬وجود‭ ‬معيار‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الوقت‭ ‬والساعات‭ ‬وفق‭ ‬الحالات‭ ‬وظروفها‭.‬

مشاركة :