جنين - (أ ف ب): استشهد أربعة فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية عسكرية لاعتقال «نشطاء» في مخيم جنين في الضفة الغربية صباح أمس على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية. وأكدت وزارة الصحة في بيان أن كلًا من «عبد فتحي حازم ومحمد محمود إلوّنة براهمة وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة هم شهداء العدوان الإسرائيلي» في جنين. وبحسب الوزارة تم تسجيل 44 إصابة بينها إصابات «خطرة وبالغة الخطورة». من جهته، أعلن الجيش أن جنوده قتلوا بالرصاص «اثنين من المشتبه في تورطهم في عدد من هجمات إطلاق النار الأخيرة». وقال في بيان: «أثناء محاصرة المنزل الذي يتواجد فيه المشتبه فيهما، انفجرت عبوة ناسفة وفتح المشتبه فيهما النار في اتجاه القوات الأمنية». وأضاف البيان: «ردت القوات بإطلاق النار وفق إجراءات الرد الموحدة وقتل كلاهما»، منوها إلى أن حازم أحدهما. وشاركت أعداد كبيرة من الجنود في العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر. واستهدف جيش الاحتلال بشكل رئيسي منزل عائلة عبد حازم شقيق رعد حازم منفذ هجوم بإطلاق النار في حي ديزنغوف في تل ابيب أدى الى مقتل ثلاثة إسرائيليين في أبريل الماضي. وقُتل رعد برصاص شرطة الاحتلال بعد مطاردة قصيرة. ومنذ ذلك الحين تلاحق القوات الإسرائيلية شقيقه عبد ووالدهما فتحي. في مسجد الشيخ زيد بن سلمان في مخيم جنين صلى المئات على جثمان عبد حازم الذي لف جثمانه بالعلم الفلسطيني ورأسه بالكوفية الفلسطينية. وقام الشباب بتقبيله على جبينه بحسب مراسل فرانس برس. وشيعت جماهير غفيرة في جنين جثامين الشبان الاربعة. وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس إن «قوات الاحتلال تواصل استهداف مدينة جنين ومخيمها، واليوم هاجمت المخيم بأعداد كبيرة، وأطلقت صاروخًا باتجاه منزل عائلة الحازم». وبحسب أبو الرب فإن «هذه الحملة هي الأعنف التي يقوم بها جيش الاحتلال»، وهذا برأيه «سيزيد من وتيرة الصمود». ويشير أبو الرب إلى أن «إسرائيل تقوم بمثل هذه الأعمال العدائية مع اقتراب موعد الانتخابات». وتنظم إسرائيل انتخاباتها التشريعية الخامسة في ثلاث سنوات ونصف السنة في الأول من نوفمبر. وقال الاتحاد الأوروبي في تغريدة على تويتر إنه «قلق من تصاعد العنف اليوم في جنين في أعقاب التوغلات» الإسرائيلية. ومنذ مارس شنت إسرائيل مئات العمليات في شمال الضفة الغربية لملاحقة نشطاء مزعومين، بما في ذلك في جنين ونابلس المجاورة. وأثارت المداهمات اشتباكات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم مقاومون. ويحذر محللون من احتمال أن يفضي العنف المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة سواء الداخلي أو مع إسرائيل إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وتأتي هذه التكهنات في وقت تواجه فيه السلطة الفلسطينية تراجعا في الدعم الشعبي لها في ظل رفض الشارع التنسيق الأمني مع إسرائيل. من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن «التصعيد الإسرائيلي لن يعطي أمنا ولا استقرارا لإسرائيل». وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في بيان «إن إسرائيل لا تزال دولة خارجة على القانون الدولي، وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية فقدتا مصداقيتيهما من خلال مطالبتهما بالهدوء والحفاظ على الاستقرار (فيما تمارس إسرائيل) على أرض الواقع كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته».
مشاركة :