الاحتلال يمنع سيارات الإسعاف من دخول المخيم لنقل المصابين ويدمر شبكة المياه جنين – الوكالات: قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ثمانية منهم في مخيم جنين حيث ينفذ عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة، هي الأوسع منذ نحو 20 عامًا. تشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر أمس بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ عدة سنوات. قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية تضرب «بقوة كبيرة» منطقة جنين. واستهدف الاحتلال بالصواريخ والمسيرات الهجومية عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه. وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم. وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين وقوّات الاحتلال التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم. أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن «حصيلة شهداء جنين ترتفع إلى 8، إضافة إلى شهيد في رام الله والبيرة بوسط الضفة الغربية. ما يرفع حصيلة شهداء اليوم إلى 9، إضافة إلى 50 جريحاً بينهم 10 بحالة الخطر». وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ. وأضاف «قُصفت منازل ومواقع عدّة... الدخان يتصاعد من كلّ مكان». بدأ جيش الاحتلال منذ فجر أمس بقصف أهداف في مدينة جنين. وأوضح المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحفيين «نتخذ إجراءات» ضد أشخاص محددين. وقال الناطق العسكري «نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق الإنجاز الذي نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك». بينما أظهرت مقاطع فيديو متداولة، القوات الإسرائيلية التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات تمنع مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج. بدورها أفادت بلدية جنين أن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت بشكل كبير الخطوط الرئيسية لشبكة المياه ومنعت طواقمها من العمل على إصلاحها، داعية السكان في جنين ومخيمها لترشيد استهلاك المياه. وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان «مجاهدونا من كافة الفصائل الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة». ومن جهتها اكدت سرايا القدس - كتيبة جنين التابعة للجهاد الاسلامي «رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال». وأضافت أن «تمكن مجاهدونا من تفجير عدد من عبوات (طارق 1) التي تدخل الخدمة لأول مرة حيث تم تفجيرها بجيب مصفح صباح اليوم ما أدى إلى إعطابه واشتعال النيران فيه ومقتل وإصابة من فيه». وكتيبة جنين اعلن شبان من انتماءات مختلفة عن تشكيلها في 2021 بهدف «مقاومة الاحتلال». ووصف عضو اقليم حركة فتح في محافظة جنين محمود حواشين الاوضاع في مخيم جنين بانها «كارثية». وقال لفرانس برس وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا «هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته». وتابع حواشين وهو من مخيم جنين «باغت الجيش سكان جنين بمسيِّراته واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات. معظم الذين استشهدوا هم مواطنون مدنيون وليسوا من المقاومة». وقال «لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية». وانتقد مجلس الامن الذي قال إنه «اتخذ عشرات القرارات بمعاقبة روسيا لانها غزت أوكرانيا ولم ينفذ اي عقوبة بحق المحتل المجرم الذي يحتل شعبنا منذ عشرات السنين». وحمّلت أطراف فلسطينية الإثنين إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد. وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إنّ «كلّ الخيارات مفتوحة لضرب العدوّ ردًّا على عدوانه في جنين». وأضافت «جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات». وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة «إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل». وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا»، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى «الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين». بدورها، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن «إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد». وأضافت «أن هذه الجريمة النكراء تشكل امتدادا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني». ودعت «مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني». وبالمثل، دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي... وآخره العدوان على مدينة جنين. ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مشاركة :