بيت الشعر بالأقصر يفتح ملف إشكاليات الصحافة الثقافية

  • 9/30/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اختار بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، موضوع "دور المجلات والصفحات الثقافية في إثراء المشهد الشعري المصري"، لتكون على مائدة الحوار خلال الندوة التي تقام السبت، ويديرها مدير البيت الشاعر حسين القباحي، ويشارك فيها عيد عبد الحليم، رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، ومحسن عبد العزيز، المشرف على ملحق الجمعة بصحيفة الأهرام، ومصطفى القزاز من هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة.  وكم أتمنى على أساتذتي من المشاركين بالندوة أن يمتد الحوار بين المنصة وجمهور بيت الشعر من الشعراء والأدباء والفنانين، حول حاضر ومستقبل الصحافة الثقافية بمصر والعالم العربي، خاصة وأن الندوة تأتي بالتزامن مع ما يتردد بشأن تراجع المساحة المخصصة للثقافة والآداب والفنون بالصحافة العربية.  وباعتقادي فإن هناك الكثير من الأسئلة الملحة التي نأمل على أن تجيب عليها الندوة مثل: لماذا على الأقسام والصفحات الثقافية فقط، تحمل تبعات أية قرارات تصدر بشأن تقليص النفقات وخفض أعداد الصفحات؟  وهل عانت الصحافة الثقافية العربية من تلك التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا فقط، أم إن الأمر دائم ومتكرر، وأن الصحافة الثقافية بوجه عام، كانت دوما هي من يدفع ثمن أي تراجع اقتصادي، أو تغير اجتماعي يفرض ملفات بعينها لتحتل الصفحات والملفات في صحافتنا العربية.  وهل الثقافة لا جمهور لها في عالمنا العربي؟ أم أن أزمات الصحافة الثقافية تعود إلى دور الثقافة والمثقفين في تغيير ثقافة المجتمعات، ومن ثم السياسات، أم هل بات على المثقفين أن يكون لهم "لوبي" يمارس الضغط على المؤسسات، ويحمي الثقافة والمثقفين من تبعات قرارات نراها تطبق على القطاعات الثقافية فقط بالمؤسسات الصحفية العربية، أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى الحاجة لوضع رؤية تحقق للثقافة الإنتشار وتجعل منها سلعة رائجة لها جمهورها المتلقي لها والمدافع عنها، في ظل ما يطرأ من تغيرات متجددة على المشهد الإعلامي بوجه عام.  لكن كل ما أشرت إليه من أسئلة حائرة، لا يمكن أن يجعلنا نغفل عن تجارب عربية ناجحة في مجال الصحافة الثقافية العربية، وبقاء الكثير من الدوريات والملاحق الثقافية العربية صامدة في بعض البلدان، مثل الجمعة الأسبوعي بصحيفة الأهرام، ومجلة أدب ونقد الصادرة بالقاهرة في ظل وجود تحديات كبيرة نجحت المجلة في تجاوزها واستمرار الصدور، ومجلة الثقافة الجديدة التي باتت تقدم صورة مختلفة للدوريات الثقافية الصادرة في القاهرة.  وفي العالم العربي، لا بد وأن نشير إلى الملحق الخاص بصحيفة الجزيرة السعودية، وكذلك ملحق صحيفة الرياض، وما تقدمه الصحيفة من صفحات ثقافية يومية، والملحق المتميز لصحيفة عكاظ.  وفي سلطنة عمان نرصد صعود نجم ملحق عمان الثقافي، وفي الكويت يواصل ملحق القبس الثقافي تألقه، فيما شهد العراق صدور ملحق الصباح الثقافي، وغير ذلك من التجارب الجديدة في مجال الصحافة الثقافية العربية.  ولا بد من أن نشير أيضا إلى تلك الطفرة في حقل الصحافة الثقافية بدولة الإمارات، وما يصدر على أرضها من إصدارات ودوريات تغطي شتى المناحي الثقافية والإبداعية. 

مشاركة :