ناجون يروون مشاهد الرعب في ملعب «الموت»

  • 10/3/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مالانغ‭ - ‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭: ‬مثل‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المشجعين‭ ‬المذعورين‭ ‬الآخرين،‭ ‬سارع‭ ‬سام‭ ‬غيلانغ‭ ‬محاولا‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬ملعب‭ ‬مالانغ‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬عندما‭ ‬أطلقت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإندونيسية‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬ودفعت‭ ‬الحشد‭ ‬بالهراوات،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬125‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬يقول‭ ‬الشاب‭ ‬البالغ‭ ‬22‭ ‬عاما‭ ‬والذي‭ ‬فقد‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المأساة،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يتدافعون‭... ‬تعرض‭ ‬كثر‭ ‬منهم‭ ‬للدهس‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬إلى‭ ‬البوابة‮»‬،‭ ‬مضيفا‭: ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مرعبا‭ ‬وصادما‭ ‬جدا‭. ‬تزاحم‭ ‬المتفرجون‭ ‬وبينهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬حتى‭ ‬داسوا‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬يائسة‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬ملعب‭ ‬كانجوروهان‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مالانغ‭ ‬شرق‭ ‬جزيرة‭ ‬جاوة‭.‬ حوصر‭ ‬متفرجون‭ ‬وديس‭ ‬بعضهم‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬اختنقوا‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬كوارث‭ ‬الملاعب‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬وقدم‭ ‬ثلاثة‭ ‬ناجين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الوصف‭ ‬نفسه‭ ‬لسلسلة‭ ‬الأحداث‭ ‬المأسوية‭ ‬بعد‭ ‬صافرة‭ ‬نهاية‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬فيها‭ ‬فريق‭ ‬المدينة‭ ‬المجاورة‭ ‬‮«‬بيرسيبايا‭ ‬سورابايا‮»‬‭ ‬3‭ ‬مقابل‭ ‬2‭ ‬ضد‭ ‬الفريق‭ ‬المحلي‭. ‬تدفق‭ ‬آلاف‭ ‬المشجعين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الملعب‭ ‬بعد‭ ‬المباراة،‭ ‬بعضهم‭ ‬غاضب‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬صافح‭ ‬لاعبي‭ ‬نادي‭ ‬‮«‬أريما‭ ‬إف‭ ‬سي‮»‬‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يلعبون‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭. ‬وفي‭ ‬المدرجات‭ ‬توجه‭ ‬مشجعون‭ ‬بشتائم‭ ‬للشرطة‭ ‬وأطلقوا‭ ‬عبوات‭ ‬دخان‭ ‬بينما‭ ‬ركض‭ ‬بعضهم‭ ‬عبر‭ ‬الملعب‭. ‬بدأ‭ ‬الجمهور‭ ‬يتدافع‭ ‬عندما‭ ‬أرادت‭ ‬الشرطة‭ ‬إجباره‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدرجات‭ ‬مستعملة‭ ‬الدروع‭ ‬والهراوات‭.‬ ثم‭ ‬بدأت‭ ‬الشرطة‭ ‬بإلقاء‭ ‬عبوات‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬المدرجات‭ ‬المقابلة‭ ‬لبوابتي‭ ‬الخروج‭ ‬رقم‭ ‬12‭ ‬و13‭. ‬تحدثت‭ ‬الشرطة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬أعمال‭ ‬شغب‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الشهود‭ ‬رفضوا‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭. ‬يقول‭ ‬دوني‭ (‬43‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المدرجات‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬شغب‭. ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬أطلقوا‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬فجأة‮»‬،‭ ‬مضيفا‭: ‬‮«‬ما‭ ‬صدمني‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‮»‬‭. ‬ساد‭ ‬الذعر‭ ‬عندما‭ ‬أطلق‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬على‭ ‬المدرجات‭. ‬صرخ‭ ‬البعض‭ ‬واندفع‭ ‬مئات‭ ‬سويا‭ ‬نحو‭ ‬البوابات‭. ‬ويقول‭ ‬المشجّع‭ ‬فيان‭ (‬17‭ ‬عاما‭) ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬انتشر‭ ‬الدخان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.. ‬وأصبت‭ ‬بالذعر‭. ‬كان‭ ‬المخرج‭ ‬مزدحما،‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬ولم‭ ‬أعرف‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬أتجه‮»‬‭ ‬يتذكر‭ ‬وهو‭ ‬يتنفس‭ ‬بصعوبة‭ ‬سماعه‭ ‬صرخات‭ ‬‮«‬اهربوا‭ ‬إلى‭ ‬مخارج‭ ‬الطوارئ‭ ‬على‭ ‬اليسار‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخارج‭ ‬الضيقة‭ ‬لقي‭ ‬كثيرون‭ ‬حتفهم‭. ‬ وشوهد‭ ‬بعض‭ ‬المشجعين‭ ‬الذين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬يحملون‭ ‬جثثا‭. ‬بعد‭ ‬إطلاق‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع،‭ ‬ساد‭ ‬الغضب‭ ‬أنحاء‭ ‬الملعب‭. ‬ورشق‭ ‬المشجعون‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المقذوفات‭ ‬والحجارة‭ ‬والزجاجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الشرطة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬إجلاء‭ ‬المسؤولين‭. ‬وقلب‭ ‬مشجعون‭ ‬سيارات‭ ‬وشاحنات‭ ‬شرطة‭ ‬وأضرموا‭ ‬فيها‭ ‬النار‭. ‬أورد‭ ‬سام‭ ‬غيلانغ‭ ‬أن‭: ‬‮«‬الشرطة‭ ‬كانت‭ ‬متغطرسة‭ ‬للغاية،‭ ‬كان‭ ‬بإمكانها‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بإبعاد‭ ‬المشجعين،‭ ‬كانت‭ ‬الهراوات‭ ‬كافية‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لاستخدام‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‮»‬‭. ‬تعيش‭ ‬مدينة‭ ‬مالانغ‭ ‬حالة‭ ‬حداد‭ ‬الأحد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رأت‭ ‬عائلات‭ ‬كثيرة‭ ‬أحباء‭ ‬يغادرون‭ ‬إلى‭ ‬الملعب‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭.‬

مشاركة :