تراجع سهم بنك «كريدي سويس» مطلع تداولات، اليوم ، بعد أن طلب الرئيس التنفيذي للبنك من المستثمرين منحه أقل من 100 يوم لتقديم استراتيجية تحول جديدة. لكن في ظل قلق وتقلبات الأسواق تبدو هذه المهلة طويلة جداً. وارتفعت تكلفة التأمين على الديون ضد التعثر CDS بنحو 15 في المئة الأسبوع الماضي، لتصل إلى مستويات لم نشهدها منذ عام 2009 مما يعيد إلى الذاكرة انهيار «ليمان براذرز» خلال أزمة الائتمان العالمية. وهبط سهم «كريدي سويس» في تعاملات البورصة السويسرية، اليوم ، 9.05 في المئة إلى 3.62 فرنكات سويسرية، ليتداول عند أدنى مستوياته على الإطلاق، بعدما ذكرت «فاينانشال تايمز» أن المسؤولين التنفيذيين بالبنك يجرون محادثات مع كبار المستثمرين لطمأنتهم، مع تزايد المخاوف بشأن الصحة المالية للمصرف السويسري. وأوضحت الصحيفة أن أحد المسؤولين المشاركين في النقاشات قال: نتلقى مكالمات واردة برسائل دعم من كبار المستثمرين لدينا. وطمأن المدير التنفيذي للبنك أولريش كورنر الموظفين الجمعة بأن «كريدي سويس» لديه قاعدة رأسمالية قوية ووضع سيولة قوي، وأوضح أنه سيرسل لهم تحديثاً منتظماً حتى إعلان خطة استراتيجية جديدة في 27 أكتوبر الجاري. ونقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة، أن البنك يعتزم إجراء محادثات مع مستثمرين لزيادة رأس المال وسط احتمالية تخارج البنك من السوق الأميركي، في حين أن الخطة الاستراتيجية الجديدة قد تتضمن بيع أصول. وكانت أسهم «كريدي سويس»، تراجعت بنحو 56 في المئة منذ مطلع العام الحالي. وحذر الخبير الاقتصادي ألكسندر نزاوف من تكرار إفلاس بنك «ليمان براذرز» الذي أغرق العالم في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن السيناريو يمكن أن يتكرر مع «كريدي سويس». وذكر نزاوف في منشور على قناته على «تلغرام» اليوم ، أن «كريدي سويس» يعتبر العمود الفقري للعالم، وينتمي إلى مجموعة بنوك نظام الاحتياطي الفدرالي، وأن سقوطه سيسبب تأثير الدومينو في القطاع المصرفي الأوروبي وحول العالم. وأوضح أن فرع البنك في «وول ستريت» لديه 25.5 مليون دولار فقط من أموال العملاء المنفصلة اللازمة لتغطية مقايضات المقاصة الخاصة بهم، في نهاية يوليو 2022، مقارنة مع 2.1 مليار دولار في نهاية يونيو، و8.9 مليارات دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وأضاف أن سعر مقايضات الائتمان الخاصة ببنك «كريدي سويس» ارتفع بشكل حاد، قائلاً: يبدو أن بنكاً استثمارياً أوروبياً كبيراً على وشك الإفلاس.