طهران - اتفقت طهران وواشنطن على تبادل أربعة سجناء لدى كل منهما، وفق ما أفادت الاثنين وكالة أنباء إيرانية، بعد يومين من سماح الجمهورية الإسلامية لأميركي من أصل إيراني بمغادرة البلاد بوساطة عراقية على أرجح التقديرات. وذكرت وكالة 'نور نيوز' أنه "تم التفاهم على تبادل أربعة سجناء في إيران مع أربعة سجناء في الولايات المتحدة"، من دون تفاصيل إضافية، بينما يأتي ذلك بعد يومين من الإعلان عن سماح إيران لباقر نمازي بمغادرة البلاد بعدما أطلقت سراحه عام 2020، والإفراج عن ابنه سياماك المسجون. وكان نمازي الأب اعتقل في فبراير/شباط 2016 حين توجّه إلى إيران سعيا إلى الإفراج عن نجله، رجل الأعمال الذي أوقِف في أكتوبر/تشرين الأوّل 2015. وحكم عليهما في 2016 بالسجن عشرة أعوام بتهمة التجسس. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مصدر وصفته بـ"المطلع' إلى أن العراق لعب دورا رئيسيا في التوسط بين غيران والولايات المتحدة لاتمام صفقة تبادل السجناء. وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن وسائل اعلام إيرانية تحدثت يوم السبت الماضي عن دور دولة إقليمية ساعدت في تسهيل الصفقة. ويرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع الطرفين وهما حليفيه ويتنافسان في ساحته على النفوذ. وليس واضحا ما إذا كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد قاد جهود الوساطة وهو الذي تنقل في الفترة الماضية بين السعودية وإيران ثم بين واشنطن وطهران في زيارات كانت تركز في ظاهرها على تعزيز العلاقات الخارجية ولم تشر لا من قريب أو بعيد إلى وساطة عراقية. ولقيت خطوة الإفراج ترحيبا أميركيا، فيما أشارت 'نور نيوز' إلى أن السماح لباقر نمازي بمغادرة إيران كان لأسباب "إنسانية"، ولا علاقة له بصفقة تبادل السجناء الثمانية. وكانت وكالة 'إرنا' الرسمية أفادت الأحد بأن طهران تتوقع بعد الخطوة بحق الثنائي نمازي، تحرير أرصدة مالية لصالحها تقدّر بزهاء سبعة مليارات دولار، مجمّدة في كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأميركية على إيران. ونفت الخارجية الأميركية وجود أي ارتباط بين المسألتين. وقال متحدث باسمها إن "باقر نمازي احتجز ظلما في إيران ثم لم يُسمح له بمغادرة البلاد بعد أن قضى عقوبته رغم مطالبته المتكررة برعاية طبية عاجلة"، مضيفا "نعلم أن رفع الحظر عن سفره والإفراج عن ابنه مرتبطان بمتطلبات وضعه الطبي". إلا أن "نور نيوز" أكدت أن تحرير الأرصدة سيكون ضمن صفقة تبادل. وأوضحت "مع استمرار المباحثات عبر وسطاء بين إيران والولايات المتحدة، تم تحديد المصرف المركزي لإحدى دول المنطقة من أجل إيداع الأصول المحررة لإيران في كوريا الجنوبية"، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية بهذا الشأن. ولإيران عشرات المليارات المجمّدة بفعل العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها منذ عام 2018، بعد سحب بلاده أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي المبرم في 2015. واتهمت طهران سيول في يناير/كانون الثاني 2021 بأخذ أرصدتها "رهينة"، في حين أكد الطرفان مرارا خلال الأشهر الماضية إجراء مباحثات بشأن سبل تحرير هذه الأرصدة.
مشاركة :