عملت شركة استشارية عالمية تضم سيدات يتمتعن بالخبرة في مجال التجارة الإلكترونية مع فريق محلي، ومن خلال تضمين هذا العمل داخل مركز القيادة وريادة الأعمال، أمكن للمركز تنفيذ عملية اختيار فاعلة، وتطبيق الدروس المستفادة من الدول الأخرى، بهدف تصميم برنامج يناسب احتياجات جيبوتي. ومن بين أكثر من 100 مؤسسة أعمال مرشحة، اختيرت 32 مؤسسة أعمال لتلقي الدعم المقدم من البرنامج. ثانيا، تشغيل خدمة استشارية مخصصة قريبة المدى لمواصلة المشوار حتى النهاية. نجح المشروع في تزويد الشركات الـ32 المشاركة بمزيج من التدريب الجماعي والخدمات الاستشارية الفردية، كما رافق المديرات التنفيذيات وظل بجانبهن طوال الطريق حتى شهدن زيادة في مبيعات أعمالهن. وقدم ما مجموعه 18 جلسة تدريبية جماعية مدة كل منها ساعتان، إضافة إلى 500 ساعة من استشارات الأعمال الفردية. ويعود ذلك إلى اختلاف كل حالة عن غيرها، ومن ثم يجب تصميم الدعم بما يناسب كل حالة على حدة، بدءا من المساعدة التسويقية الأساسية إلى إتاحة إمكانية الوصول إلى المنصات العالمية. ثالثا، تحفيز منظومة ريادة الأعمال المحلية أمر في غاية الأهمية. إن تنفيذ هذا المشروع كمشروع قائم بذاته دون مشاركة الشركاء في القطاع الخاص لم يكن ليؤتي ثماره، إذ لم يكن سيتم بناء قدرات محلية لتقديم خدمات دعم مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة بعد انتهاء فترة المشروع التي تمتد عامين. وفي واقع الأمر، حرص كل من مركز القيادة وريادة الأعمال، وغرفة التجارة، وجمعية مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة بشدة، على المشاركة منذ بداية المشروع. ومن ثم، وقعت هذه الجهات مذكرة تفاهم لتتولى معا اختيار المؤسسات المرشحة والموافقة عليها من خلال عملية تتسم بالشفافية والإنصاف، مع القيام في الوقت ذاته بربط الخدمات المقدمة في البرنامج. وصفت أرافو صالح التي تملك سلسلة مكتبات "فيكتور هوجو" في جيبوتي الموضوع بأفضل نحو ممكن، فقالت، "أستفيد من الخدمات التدريبية والاستشارية المقدمة من مبادرة تمويل رائدات الأعمال في إنشاء خدمة تسوق لشراء الكتب عبر الإنترنت. غير أنني تمكنت من تخصيص جزء من الدخل الذي تدره أعمالي للاستثمار بفضل المساعدة التي قدمها مركز الدعم في مجال المحاسبة المعتمد التابع لغرفة التجارة". وأضافت أيضا أن مستشاري المبادرة ومركز القيادة وريادة الأعمال قد ساعدوها على وضع خطة الأعمال المناسبة لمتجرها الإلكتروني على الإنترنت، وتأمل الآن أن تصبح بمنزلة أمازون في جيبوتي من خلال شبكة عملائها، وبفضل الدعم المقدم من جمعية مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة. لقد حق لها أن تكون طموحة، إذ تعاون كل من مركز القيادة وريادة الأعمال وغرفة التجارة لتقديم خدمات تطوير أنشطة الأعمال التي تستفيد من أساليب مبادرة تمويل رائدات الأعمال، ويعني ذلك أن مساعيها عبر الإنترنت ستحصل على الدعم المطلوب على المدى الطويل. ولا تزال المديرات التنفيذيات بحاجة إلى الدعم في عديد من الدول، وليس العكس. نجح مشروع مبادرة تمويل رائدات الأعمال في تكييف الدروس العالمية المستفادة مع الأوضاع المحلية، وقدم تدريبا على التجارة الإلكترونية إلى جانب الاستشارات المصممة حسب الاحتياجات. وعلى الرغم من أن نهج "العمل على أرض الواقع" قد يبدو مكلفا وغير قابل للتوسع، فإن الأمر ليس كذلك. إذ من الممكن أن تساعد المؤسسات المحلية على تيسير عملية التنفيذ وضمان الاستدامة لمثل هذه النوعية من البرامج الإنمائية.
مشاركة :