'سفاح نابل' الى قاعات السينما التونسية

  • 10/5/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس – تنتظر قاعات السينما في تونس دخول "سفاح نابل" لشبابيك تذاكرها، بعدما استكمل المخرج السينمائي التونسي كريم بن رحومة وضع أخر اللمسات على العمل الذي يحكي قصة أشهر قاتل متسلسل في تاريخ البلاد. ويروي الفيلم الذي بدأ الاعداد له منذ 2017،  تفاصيل ووقائع عاشتها تونس خلال فترة أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويسلط الضوء على الدوافع النفسية التي خلقت من شخصية "الناصر الدامرجي" مجرما راح ضحيته 14 طفلا وحُكم عليه بالإعدام سنة 1991. ويشارك في بطولة الفيلم أحمد الأندلسي والهادي الماجري وبلال سلاطنية وساندرا الشيحاوي وميساء ساسي. ويقول الممثل الهادي الماجري، وهو أحد أبطال الفيلم انّ أحداث الفيلم تدور حول شخصية واقعية، وهي شخصية السفاح الذي اشتهر بشكل واسع في أواخر الثمانينات من القرن الماضي في محافظة نابل، وخلف عددا من الضحايا خصوصا من الأطفال. ووفق الماجري، سيكون الفيلم حاضرا في الصالات خلال الأيام المقبلة، ولم يتم تحديد موعد ثابت لخروجه في الصالات، لكنه سيُطرح بالتأكيد قبل نهاية السنة الحالية، وقد امتدت فترة التصوير على نحو سنة كاملة. وقال الممثل أحمد الأندلسي، إنّ الفيلم سيُطرح في نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول المقبل. والفيلم هو الأول من نوعه الذي يتناول شخصية "سفاح نابل" الذي أرعب التونسيين خلال سنوات أواخر الثمانينات من خلال عمليات الخطف والاغتصاب والقتل التي استهدفت الأطفال بشكل خاص. وقد اشتهرت شخصية الناصر الدامرجي، وهو من مواليد سنة 1944، من خلال سلسلة جرائمه التي ارتكبها بحق أطفال في بعض المناطق من تونس ولا سيما محافظة نابل الواقعة جنوب العاصمة. وبثّ الدامرجي حالة من الرعب في صفوف التونسيين لسنوات قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من القبض عليه وإحالته إلى العدالة، التي أقرت بشأنه حكم الإعدام، وهو آخر حكم إعدام تم تنفيذه في تونس سنة 1991. ووفق تقارير إعلامية تم إنجازها حول شخصية سفاح نابل، فإنّ الرجل لم يكن سويّا وكان يعاني اضطرابا نفسيا منذ مرحلة الطفولة، وقد وُلد من أم بائعة هوى سنة 1944 ولم يتمكن من معرفة هوية أبيه إلا بعد ثلاثين سنة. وعاش الدامرجي طفولة مضطربة وانقطع عن الدراسة وذهب إلى فرنسا حيث بقي هناك لسنوات، وبعد ذلك رجع إلى تونس ليعمل فلاحا في محافظة نابل، وتقدم لخطبة ابنة خالته لكنه وجدها قد تزوجت بعد أربع سنوات من الغياب عنها فقرر الانتقام منها، وأقدم بعد سنوات على قتل رمزي (13 سنة) ابن خطيبته السابقة، لتنطلق سلسلة جرائمه التي طالت 14 طفلا وفق وثائق قضائية. وقبل إيقاف الناصر الدامرجي تم إيقاف العديد من المشتبه فيهم، من بينهم الناصر نفسه وتم إطلاق سراحه لعدم كفاية الحجة، لكن تم إيقافه مرة أخرى وهذه المرة هرب وفي فترة هروبه اقترف جرائم أخرى والمرة الثانية كانت هي الأخيرة والتي اعترف فيها الناصر الدامرجي بجرائمه التي صدمت الرأي العام. رفض المحامون في تونس الدفاع عنه فكلفت المحكمة محام للدفاع عنه، محامي الناصر الدامرجي يقول أن السفاح في لقائه به ذكر انه تنتابه نوبات يشعر فيها بالحرارة تجتاح جسده و يرتكب أثرها جرائمه دون أن يرف له جفن. من منظور علم النفس "الناصر الدامرجي مجرم جنسي جرائمه تدخل في إطار اضطرابات الشخصية التي تتميز بعدم التكيف مع المجتمع والحالة النفسية هذه لا تعفي السفاح من تحمل المسؤولية القانونية للجرائم التي ارتكبها". ةيقول الاختصاصي النفسي الذي باشر حالته انه كان مصابا بحب التملك معتل اجتماعيا وعقليا يعاني من البيدوفيليا وبعض اضطرابات الشخصية ويقول الطبيب المشرف على استخراج الجثث انه أثناء تشخيص السفاح لجرائمه واستخراج الجثث كان يتمتع بدم بارد و لم تبد عليه أية علامة من علامات الندم بل كان يلقي النكات من حين لآخر. ويقول حسن الذي نفذ حكم الإعدام في حق السفاح في لقاء صحفي مع مجلة ليدرز "تم إعدام السفاح على الساعة الثالثة والربع صباحا، و في العادة لا تدوم عملية الإعدام أكثر من 4 أو 5 دقائق حتى تفارق الروح الجسد، لكن موت الناصر الدامرجي استغرق 14 دقيقة بعدد ضحاياه كأن الله أراد تعذيبه في كل دقيقة".

مشاركة :