تحالف أوبك+ يقر أكبر خفض للإنتاج متجاهلا الضغوط الغربية

  • 10/5/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فيينا - تجاهل تحالف أوبك+ الذي يضم 13 دولة عضوة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية و10 أعضاء من خارجها بقيادة روسيا، الضغوط الأميركية الداعية لرفع الإنتاج، ليقر الكارتل النفطي اليوم الأربعاء أكبر خفض في حصص الإنتاج في خطوة من شأنها أن تعزز موقف موسكو وتغضب واشنطن. وفي طريقه للاجتماع ردّ وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أحد الصحافيين سأله عما إذا كانت أوبك ستدخل في صدام مع الولايات المتحدة، بالقول للصحافيين اليوم مشمس استمتعوا بالشمس، في رسالة سلطت الضوء حتى قبل بدء الاجتماع على عزم الكارتل النفطي المضي في سياسة دعم الأسعار.   وقال مندوب إيران في أوبك أمير حسين زماني نيا إن المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاءها العشرة بقيادة روسيا اتفقوا خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين القادم. وهذا أكبر خفض منذ ذروة تفشي جائحة كوفيد عام 2020. ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي. كما يمكن أن يعطي دفعة لموسكو قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من النفط الروسي في وقت لاحق من هذا العام ومحاولة مجموعة الدول السبع للحد من أسعار النفط. وناشد الرئيس الأميركي جو بايدن شخصيا القادة السعوديين في يوليو/تموز زيادة الإنتاج من أجل كبح الأسعار التي ارتفعت مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط. لكن أسعار النفط تراجعت في الأشهر الأخيرة بفعل القلق من تضاؤل الطلب والمخاوف من ركود عالمي محتمل. وقال كريغ إيرلام المحلل في منصة "أواندا" قبل الاجتماع "مع تنفس المستهلكين الصعداء بعد إجبارهم على دفع أسعار قياسية في محطات البنزين، لن تلقى تخفيضات اليوم ترحيبا". وعند سُؤاله كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة على التخفيض، شدد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على أن أوبك مجرد "منظمة فنية". أما ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الطاقة الذي يخضع لعقوبات أميركية، فالتزم الصمت عند وصوله لحضور أول اجتماع حضوري للمجموعة في مقرها في فيينا منذ مارس/اذار 2020. وقام التحالف المعروف باسم "أوبك+" بخفض كبير في الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في أبريل/نيسان 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات الإغلاق خلال تفشي كوفيد. وباشر التحالف زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق وعاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة هذا العام ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء بحصصهم. واتفقت المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا من أكتوبر/تشرين الأول، كان الأول منذ أكثر من عام. ودعت الدول المستهلكة لأشهر أوبك+ لزيادة الإنتاج على نطاق أوسع بهدف خفض الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات. وقالت إيبيك أوزكاردسكايا المحللة في بنك سويسكوت، إنه "من المعلوم أن روسيا مستعدة لخفض الإنتاج ويمكن أن يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تصعيد آخر للتوترات الجيوسياسية" بين موسكو والغرب. وأجرى الرئيس الأميركي زيارة مثيرة للجدل إلى المملكة العربية السعودية في يوليو/تموز، هدفت جزئيا لإقناع المملكة بزيادة الإنتاج. وشهدت الزيارة لقاء بايدن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رغم تعهده خلال حملته للانتخابات الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بعد مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018. ويأتي قرار أوبك+ قبل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في الولايات المتحدة الشهر المقبل، ولن تخدم زيادة الأسعار للأميركيين في محطات الوقود حظوظ الحزب الديمقراطي الحاكم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الثلاثاء "سنواصل اتخاذ خطوات لحماية المستهلكين الأميركيين"، رافضة التعليق على نقاشات أوبك مباشرة. وارتفعت الأسعار لتقارب 140 دولارا للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط، لكنها انخفضت إلى ما دون 90 دولارا في الآونة الأخيرة. وبعد الارتفاع في وقت سابق من هذا الأسبوع وسط تكهنات بشأن خفض أوبك+ للإنتاج، تأرجح مؤشر خام برنت بحر الشمال الأربعاء عند نحو 92 دولارا للبرميل.

مشاركة :