نائبة ومودع لبنانيان يحصّلان جزءا من أموالهما بعد اعتصام داخل مصرفين

  • 10/6/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تمكن‭ ‬مودعان‭ ‬أحدهما‭ ‬نائبة‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬اللبناني‭ ‬من‭ ‬تحصيل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ودائعهما‭ ‬من‭ ‬مصرفين‭ ‬قرب‭ ‬بيروت‭ ‬امس،‭ ‬غداة‭ ‬سلسلة‭ ‬اقتحامات‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مودعون‭ ‬للمطالبة‭ ‬بأموالهم‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يرزح‭ ‬تحت‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خانقة‭. ‬ ودخلت‭ ‬قبل‭ ‬ظهر‭ ‬الثلاثاء‭ ‬النائبة‭ ‬سينتيا‭ ‬زرازير،‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬خضم‭ ‬التظاهرات‭ ‬المعارضة‭ ‬للسلطة‭ ‬التقليدية،‭ ‬إلى‭ ‬مصرف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬انطلياس،‭ ‬شمال‭ ‬بيروت‭ ‬برفقة‭ ‬محاميين‭ ‬ينتميان‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬تعنى‭ ‬بحقوق‭ ‬المودعين‭ ‬وتواكب‭ ‬تحرّكاتهم‭. ‬ وتفاوضت‭ ‬زرازير‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬المصرف‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬وديعتها،‭ ‬تحتاج‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عملية‭ ‬جراحية،‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬كامل‭ ‬نفقاتها‭. ‬ وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬أفادت‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام،‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬بأن‭ ‬زرازير‭ ‬غادرت‭ ‬بعد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬8500‭ ‬دولار‭. ‬ وكانت‭ ‬زرازير‭ ‬تحاول‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬أخذ‭ ‬موعد‭ ‬من‭ ‬المصرف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬ وتفرض‭ ‬المصارف‭ ‬اللبنانية‭ ‬منذ‭ ‬خريف‭ ‬2019‭ ‬قيوداً‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬الودائع‭ ‬تزايدت‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‭ ‬على‭ ‬المودعين‭ ‬التصرّف‭ ‬بأموالهم،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬تلك‭ ‬المودعة‭ ‬بالدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬أو‭ ‬تحويلها‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭. ‬وعلى‭ ‬وقع‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬صنّفها‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1850،‭ ‬خسرت‭ ‬الليرة‭ ‬نحو‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭. ‬ وشهدت‭ ‬قاعات‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬المصارف‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬إشكالات‭ ‬متكررة‭ ‬بين‭ ‬مواطنين‭ ‬غاضبين‭ ‬راغبين‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬ودائعهم‭ ‬وموظفين‭ ‬ملتزمين‭ ‬تعليمات‭ ‬إداراتهم‭. ‬ في‭ ‬ضاحية‭ ‬بيروت‭ ‬الجنوبية،‭ ‬دخل‭ ‬المتقاعد‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬حسين‭ ‬شكر‭ ‬مصرفاً‭ ‬للمطالبة‭ ‬بأمواله‭ ‬المقسّمة‭ ‬بين‭ ‬وديعتين،‭ ‬الأولى‭ ‬بقيمة‭ ‬48‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬والثانية‭ ‬بقيمة‭ ‬270‭ ‬مليون‭ ‬ليرة‭ ‬لبنانية،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تعويض‭ ‬ناله‭ ‬بعد‭ ‬34‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭. ‬ وقال‭ ‬شكر‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬بغضب‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المصرف‭ ‬‮«‬يعطونني‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬ليرة‭ ‬شهرياً،‭ ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬بهم؟‭ ‬هل‭ ‬يكفون‭ ‬لدفع‭ ‬اشتراك‭ ‬الكهرباء‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬فاتورة‭ ‬المولدات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬ساعات‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬وتطلب‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬الدفع‭ ‬بالدولار‭ ‬أو‭ ‬وفق‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭. ‬ وأضاف‭ ‬‮«‬لن‭ ‬أغادر‭ ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬يوم‭ ‬أو‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬شهر،‭ ‬أنا‭ ‬صاحب‭ ‬حق‮»‬‭.  ‬وبعد‭ ‬ساعات،‭ ‬خرج‭ ‬شكر‭ ‬من‭ ‬المصرف‭ ‬وحصل‭ ‬بعد‭ ‬تفاوض‭ ‬مع‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬وديعته‭ ‬بالليرة‭ ‬اللبنانية‭ ‬وثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭. ‬ وقال‭ ‬لصحفيين‭ ‬أثناء‭ ‬خروجه‭ ‬‮«‬من‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذه‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‮»‬،‭ ‬مضيفاً‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬تعبي‭ ‬وشقى‭ ‬حياتي‭.. ‬من‭ ‬له‭ ‬وديعة‭ ‬فليذهب‭ ‬إلى‭ ‬المصرف‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭ ‬ويأخذها‮»‬‭. ‬ وتظاهر‭ ‬العشرات‭ ‬الثلاثاء‭ ‬أمام‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬للمطالبة‭ ‬باسترداد‭ ‬أموالهم‭ ‬العالقة‭ ‬لدى‭ ‬المصارف‭. ‬ وقال‭ ‬حسام‭ ‬مشموشي‭ (‬42‭ ‬عاماً‭) ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬لنطالب‭ ‬بحقوقنا،‭ ‬ننتظر‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬لنا‭ ‬حلاً‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نتسوّل،‭ ‬نريد‭ ‬أموالنا‭ ‬فقط‮»‬‭. ‬ والثلاثاء،‭ ‬اقتحم‭ ‬مودعون‭ ‬ثلاثة‭ ‬مصارف‭ ‬للمطالبة‭ ‬بودائعهم‭. ‬واعتصم‭ ‬مودع‭ ‬آخر‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬القنصل‭ ‬الفخري‭ ‬لإيرلندا‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬سلمياً‭ ‬لساعات‭ ‬داخل‭ ‬مصرف‭ ‬قرب‭ ‬بيروت‭. ‬وشهد‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬سبعة‭ ‬حوادث‭ ‬مماثلة‭ ‬دفعت‭ ‬المصارف‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬فروعها‭ ‬لأسبوع‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬فتح‭ ‬أبوابها‭ ‬جزئياً‭ ‬وسط‭ ‬إجراءات‭ ‬أمنية‭ ‬مشددة‭. ‬ وتستعين‭ ‬المصارف‭ ‬اليوم‭ ‬بمجموعات‭ ‬خاصة‭ ‬لحراسة‭ ‬فروعها‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬قوى‭ ‬الأمن‭. ‬وبات‭ ‬غالبيتها‭ ‬يستقبل‭ ‬الزبائن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مواعيد‭ ‬مسبقة‭. ‬ وتُعتبر‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬لبنان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬تاريخه،‭ ‬وبات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬لبنان‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬ولامس‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثين‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬

مشاركة :