كشفت ندوة “القاص والروائي: كيف يفكران؟ كيف يكتبان؟” وشارك فيها محمد نجيب العمامي، والروائيون بدرية البشر، وضياء جبيلي، وحجي جابر، وأدارها صالح الغبين بمسرح القيروان بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022م، الأفكارَ الرئيسة التي تسبق الفعل الكتابي للرواية وتصاحبها . وبدأت الندوة بحديث العمامي، الذي أكد أن الدورة الحالية للمعرض تعد “تاريخية في الحجم والتنظيم”، مبدياً سعادته بوجود بلده تونس ضيف شرف للمعرض، وأنه كان حُلْمًا ظل يراوده منذ سنين، وها هو يراه يتحقق اليوم، ويحضره. وأشار إلى أن الفروق بين الرواية والقصة أعيت المنظّرين، وأن أقصى ما توصلوا إليه هو أنهما أدب سردي تخيّلي حديث، وأن القصة تنطلق في داخل كاتبها كالسهم من أجل توظيف النهاية، وأما الرواية فهي جنس سردي قوي تخييلي سِمَتُها التعدد في مستوى الشخصيات والأزمنة والأصوات ووجهات النظر، في مستوى ما تمثله وما تستوعبه من أجناس أدبية ومعارف إنسانية. من جانبه أفاد حجي جابر أن الروائي والقاص في حالة تفكير مستمر، قبل الكتابة وأثنائها وبعدها، مشيراً إلى أن من أكبر المشاغل التي تستهلك الروائي تحديد ملامح المشروع ، ومن ذلك انشغاله قبل الكتابة بفكرة الأصالة: كيف سأقدم عملاً أصيلاً؟ وكيف أصنع من كتابي عملاً لا يعوضه كتاب آخر؟ ” . وأشار إلى أن أهم المشاغل التي تشغل الكاتب قبل الكتابة هي: كيف أن أجعل هذه الكتابة أجمل مما أمثّله لدى الآخرين، إذ يجب أن يبقى الكتاب أطول من كاتبه، وهذا لا يحدث إلا حين تكون الكتابة أجمل منّا . بدورها تحدثت بدرية البشر عن أن المبدع عادة يبدأ كمبدع، ولكنه لا يختار أي عدسة يكتب بها؛ لأنه يعبّر عن تجربته العامة، مبينة أن المبدع مشغول بالمجتمع والتعبير عن أفكاره، وتجاربه الخاصة التي يحاول أن يوسّع تجربته العامة حولها، مشيرة إلى كونها امرأة فإن لديها القدرة على التعبير عن قضايا المرأة، وأعمالها المقدمة كثير من أبطالها نساء. من جانبه أوضح الروائي ضياء جبيلي أن أكثر ما يفكّر فيه أثناء الكتابة هو صعوبة الفصل بين الرواية والقصة، وأن أكثر ما يفكر فيه عند كتابة الرواية أو القصة هو اشتباك القضايا بعضها ببعض ، مفيداً بأنه عند الانتهاء من كتابة الرواية فإن الشخصية تعيش مع كاتبها طويلًا .
مشاركة :