طهران - برأ الطبي الشرعي الإيراني اليوم الجمعة شرطة الأخلاق من دم مهسا أميني الفتاة الكردية الإيرانية التي توفيت قبل نحو 15 يوما بعد احتجازها من قبل السلطة الأمنية المكلفة بمراقبة وتطبيق قانون ارتداء الحجاب. وكان متوقعا على نطاق واسع أن يأتي تقرير الطب الشرعي الإيراني متطابقا مع رواية الحكومة الإيرانية خاصة بعد أن أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي دعمه لقوات الأمن ولحملة القمع التي تشنها لإخماد احتجاجات واسعة مستمرة فجرها موت اميني. وتؤكد مصادر أن مهسا اميني تعرضت للضرب من قبل شرطة الأخلاق أو أن احد أفراد هذه الوحدة الأمنية قام بدفعها ليرتطم رأسها بجدار داخل قاعة الاحتجاز ما سبب لها نزيفا في الدماغ ودخولها في غيبوبة بعد ساعات قليلة من اعتقالها. وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء اليوم الجمعة بأن تقريرا لطبيب شرعي إيراني نفى أن تكون وفاة مهسا أميني نجمت عن ضربات على الرأس والأطراف، مؤكدا أنها نتيجة فشل في العديد من أجهزة الجسم بسبب نقص الأكسجين في المخ. وأطلقت وفاة أميني (22 عاما) وهي محتجزة لدى شرطة الأخلاق شرارة احتجاجات في أنحاء إيران مستمرة منذ أكثر من أسبوعين. ويقول والدها إن جثتها كانت تحمل آثار كدمات في الساق وحمل الشرطة مسؤولية وفاتها. وقال تقرير الطبيب الشرعي في إشارة لليوم الذي انهارت فيه في الحجز إنها استعادت الوعي قبل أن تسقط مرة أخرى أثناء احتجازها بسبب ما وصفه بأنه "أمراض كامنة"، مضيفا "بسبب إنعاش القلب والرئتين غير الفعال في الدقائق الأولى الحاسمة، عانت من نقص شديد في الأكسجين نتج عنه تلف في المخ رغم عودة قلبها للنبض". وقال صالح نيكبخت محامي عائلة أميني من قبل لموقع 'اعتماد أونلاين' الإخباري شبه الرسمي على الإنترنت إن "أطباء مرموقين" يعتقدون أنها تعرضت للضرب وهي رهن الاحتجاز. ونفت الشرطة تعرضها لأي أذى. وقالت من قبل إنها أصيبت بأزمة قلبية بعد أن تم اقتيادها لمركز الشرطة "لتقويمها"، بينما تنفي أسرة أميني معاناة ابنتهم من أي مشكلات في القلب. ويأتي تقرير الطب الشرعي مناقضا لكل الروايات والتقديرات الطبية. كما أنه يأتي متطابقا مع الرواية الرسمية ويعتقد أن مضمونه محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، فيما تتواصل الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني والتي سبق لها أن شككت في صحة الرواية الأمنية حول وفاة أميني. وشهدت العديد من العواصم الغربية كذلك احتجاجات تضامنية مع احتجاجات الإيرانيين والإيرانيات وتنديدا بحملة القمع الواسعة وبسلوك أجهزة الأمن الإيرانية. وفي أحدث مظاهر التضامن، قصت وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب ونائبتان في شعرهن في البرلمان دعما للمظاهرات المناهضة للحكومة في إيران التي اندلعت بسبب وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة. وقصت حاجة لحبيب خصلة من شعرها أمس الخميس، أسوة بالنائبة دارية صفائي وهي إيرانية المولد، وهو موقف قوبل بالتصفيق من المشرعين الآخرين، بعد توجيهها سؤالا للوزيرة عن رد بلجيكا على قمع الاحتجاجات في أنحاء إيران. وقصت نائبة ثالثة، وهي جودول ليكنز، شعرها أيضا. وقالت لحبيب المولودة في بلجيكا لأبوين جزائريين، للبرلمان إن حكومتها ستطلب من الاتحاد الأوروبي أن يفرض عقوبات على المسؤولين عن حملة القمع عندما يلتقي وزراء خارجية التكتل في وقت لاحق هذا الشهر. ويكافح حكام إيران لاحتواء أوسع اضطرابات منذ سنوات والتي اندلعت بعد وفاة أميني، وامتدت الاحتجاجات للعديد من المدن الكبرى بالخارج، بما فيها لندن وباريس وروما ومدريد. وقصت النائبة السويدية بالبرلمان الأوروبي عبير السهلاني، خصلات من شعرها يوم الأربعاء خلال خطاب في البرلمان. كما انتشرت مقاطع فيديو للعديد من النساء في احتجاجات في تركيا ودول أوروبية أخرى وفي الولايات المتحدة تظهر نساء يقصصن شعرهن تضامنا مع احتجاجات الإيرانيات.
مشاركة :