قال تقرير طبي إيراني إن وفاة الشابة مهسا أميني لم تكن نتيجة تعرضها للضرب على يد عناصر من شرطة الإخلاق وإنما ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة. قال التقرير الطبي إن وفاة أميني ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة. أفادت إيران أن الشابة مهسا أميني التي أدت وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق إلى احتجاجات واسعة ، قضت نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة وليس بسبب "ضربات" على أعضاء حيوية بجسدها. وتوفيت الشابة الكردية (22 عاماً) في 16 أيلول/ سبتمبر في المستشفى حيث كانت ترقد في غيبوبة، وذلك بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية "عدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي". وتطبق الشرطة في إيران قواعد صارمة على ملابس النساء منذ الثورة الإسلامية في 1979. وتمثل شرارة الاحتجاجات التي عمت أنحاء إيران أكبر تحد منذ سنوات لرجال الدين الذين يحكمون البلاد. ورم قديم في الدماغ وأفادت هيئة الطب الشرعي الإيرانية اليوم الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) أن "وفاة مهسا أميني لم تكن بسبب ضربات على الرأس أو الأعضاء الحيوية للجسد"، بل ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة". وأشار إلى أن العملية التي جرت لإزالة ورم الدماغ القحفي، أدت الى معاناة أميني "اضطرابات في المحور الوطائي النخامي" وعدد من الغدد المرتبطة به، ومنها الغدة الدرقية. ولم يذكر التقرير ما إذا كانت قد تعرضت لأي إصابات. وقالت الشرطة من قبل إن أميني أصيبت بأزمة قلبية بعد أن تم اقتيادها لمركز الشرطة "لتقويمها". وتنفي أسرة أميني معاناة ابنتهم من أي مشكلات في القلب. وأكد مسؤولون إيرانيون، يتقدمهم الرئيس إبراهيم رئيسي، فتح تحقيق في أسباب وفاة الشابة أميني. ونشرت وسائل إعلام رسمية الجمعة تقرير هيئة الطب الشرعي الذي أكد أنه يستند إلى سجلات المستشفى وصور مقطعية للرأس والرئتين وتشريح. وأوضح التقرير أنه في "13 أيلول/ سبتمبر، فقدت (أميني) الوعي بشكل مفاجئ وسقطت إثر ذلك أرضاً"، وبسبب حالتها الصحية الأساسية افتقرت إلى "القدرة على التعويض والتكيّف مع الوضع". وقال تقرير الطبيب الشرعي في إشارة لليوم الذي انهارت فيه في الحجز إنها استعادت الوعي قبل أن تسقط مرة أخرى أثناء احتجازها بسبب ما وصفه بأنه "أمراض كامنة". وأشار التقرير إلى أنه "في هذه الظروف، عانت أميني من اضطراب في نبض القلب وهبوط في ضغط الدم، وبالتالي تراجع في مستوى الوعي"، تطورت إلى "نقص حاد في الأكسجين ما أحدث تلفاً دماغياً". وأضاف "بسبب إنعاش القلب والرئتين غير الفعال في الدقائق الأولى الحاسمة، عانت من نقص شديد في الأكسجين نتج عنه تلف في المخ رغم عودة قلبها للنبض". شكوى ضد الشرطة وتهديدات للعائلات من جهته، أكد والد أميني أن جثتها كانت تحمل آثار كدمات في الساق وحمل الشرطة مسؤولية وفاتها. وكانت عائلة أميني رفعت شكوى ضد عناصر الشرطة الضالعين في القضية، وقال أحد اقربائها وهو يقيم في العراق لوكالة فرانس برس إنها توفيت من جراء "ضربة قوية على الرأس". قضت فتيات أخريات في الاحتجاجات لكن منظمة العفو الدولية تقول إن ايران ترغم عائلاتهن على الإدلاء باعترافات متلفزة "لكي تعفي نفسها من المسؤولية عن وفاتهن". وأكدت نسرين والدة الفتاة نيكا شاه كرامي البالغة 16 عاماً والتي توفيت بعد أن فُقدت في 20 أيلول/ سبتمبر الخميس أن ابنتها "قُتلت من قبل الدولة" بعدما شاركت في تظاهرة مناهضة للحجاب في طهران. واتهمت نسرين شاه كرامي أيضاً السلطات بتهديدها للادلاء باعتراف قسري حول وفاة ابنتها نيكا. وقالت في شريط فيديو نشرته على الانترنت إذاعة فاردا وهي محطة تبث بالفارسية ممولة من الولايات المتحدة ومقرها براغ "لقد رأيت جثة ابنتي بنفسي، يظهر الجزء الخلفي من رأسها أنها تعرضت لضربة شديدة لأن جمجمتها تجوفت. هكذا قُتلت". السلطات الإيرانية تنفي وتقول "منظمة حقوق الإنسان في ايران" ومقرها أوسلو إن 92 متظاهراً على الأقل قتلوا حتى الآن، فيما اعتقلت قوات الأمن أنصاراً بارزين للحركة بينهم ناشطون وصحافيون ونجوم بوب. أيضاً، نفت السلطات القضائية الإيرانية تقارير بأن قوات الأمن قتلت فتاة أخرى تدعي سارينا إسماعيل زاده خلال تجمع في كرج في غرب طهران. ونقل موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية ليل الخميس، ما قال إنها إيضاحات من حسين فاضلي هرينكدي، المدعي العام لمحافظة ألبرز، بشأن ما أوردته "وسائل إعلام معادية" عن "مقتل فتاة من (مدينة) كرج تدعى سارينا اسماعيل زاده على يد قوات الأمن خلال التجمعات". وأوضح المدعي إنه "وفق التحقيقات الأولية"، فإن الفتاة "أقدمت على الانتحار"، مشيراً إلى أن تقرير الطب الشرعي حدد سبب الوفاة "بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع". ووصفت الحكومة الإيرانية الاحتجاجات بأنها مؤامرة من أعداء إيران منهم الولايات المتحدة، كما اتهمت المعارضة المسلحة وجهات أخرى بتأجيج العنف الذي قتل فيه ما لا يقل عن 20 فرداً من قوات الأمن. وبث التلفزيون الرسمي جنازة حاشدة في طهران اليوم الجمعة لأحد القتلى من أفراد الباسيج، وهي ميليشيا مؤلفة من المتطوعين تابعة للحرس الثوري ونُشرت لوقف الاضطرابات. وقال التلفزيون الرسمي إن محتجين قتلوه طعناً. القمع مستمر وأعقبت وفاة أميني احتجاجات واسعة في الجمهورية الإسلامية، قتل على هامشها العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن. وحمّلت السلطات المسؤولية لـ"مثيري شغب"، وأعلنت توقيف مئات منهم. ورغم استخدام القوات الأمنية القوة القاتلة، فان التظاهرات التي تتقدمها نساء استمرت لليلة الـ21 على التوالي بحسب أشرطة فيديو تحققت منها وكالة فرانس برس. وتحققت منظمة العفو الدولية من مقتل 52 شخصاً على أيدي قوات الأمن لكنها قالت إنها تعتقد بأن "الحصيلة الفعلية أعلى بكثير". وقالت المجموعة الحقوقية التي مقرها في لندن انها وثقت "أنماطا منتشرة من التعذيب" والاعتداء الجنسي. وفي بيان أصدرته قبل أسبوع، قالت إن إيران تعمدت استخدام القوة المميتة لسحق الاحتجاجات التي تقودها النساء. وأوضحت أنها حصلت على وثائق مسربة صدرت لقادة القوات المسلحة في كل المحافظات في 21 أيلول/سبتمبر تأمرهم بـ"المواجهة الشديدة" للمتظاهرين. وأظهر تسريب آخر أن القائد في محافظة مازندران طلب من القوات "المواجهة دون هوادة، الذهاب إلى حد التسبب بسقوط قتلى، لأي أعمال عنف من قبل مثيري الشغب ومناهضي الثورة". وفي إطار حملة قمع التظاهرات، حجبت ايران الوصول الى مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وواتساب وأطلقت حملة اعتقالات. وسعى المتظاهرون إلى إيجاد طرق لتجنب كشفهم حيث تقوم تلميذات بإخفاء وجوههن حين يرددن "الموت للديكتاتور" أو تشويه صور المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وذلك بحسب مقاطع فيديو تم التحقق من صحتها. وأظهرت مقاطع أخرى أشخاصاً يرددون شعارات الاحتجاج "امرأة، حياة، حرية" من نوافذ شقتهم وسط الظلام. وظهر نوع احتجاج آخر صباح الجمعة حيث بدت نوافير ساحات عامة في طهران أشبه ببرك دماء بعدما صبغ فنان مياهها باللون الأحمر لتشكل انعكاساً لحملة القمع. ع.ح./ص.ش. (ا ف ب، رويترز)
مشاركة :