تتضاءل فرص السلام يوماً عن آخر بفعل تعنت الحوثيين ورفضهم مقترحات مبعوث الأمم المتحدة بتمديد وتوسيع الهدنة التي صمدت ستة أشهر. ومع هذا الموقف تتزايد مؤشرات عودة القتال من جديد وفقدان ملايين اليمنيين للمكاسب التي تحققت لهم طوال شهور الهدنة بعد سبعة أعوام من القتال. وبعد نحو أسبوع على انتهاء الهدنة ومحاولة الوسطاء الدوليين والإقليميين تمديدها، إلا أن تمسك الحوثيين بشروطهم التي وصفت بالمتطرفة وتأكيد الوسطاء باستحالة قبولها، أوصدت معظم الأبواب أمام مساعي السلام. وتعالت معها لغة الحوثيين بالعودة إلى القتال إذا ما رفضت الحكومة والمجتمع الدولي مطلب دفع رواتب مقاتليهم وإعطائهم نسبة من العائدات النفطية. في حين يواصل المبعوث الأممي هانس غروندبورغ محاولته الأخيرة لإثناء الحوثيين عن مواقفهم وإقناعهم بالقبول بخطته. المحاولة الأخيرة لمبعوث الأمم المتحدة ترافقت مع تهديد قادة الحوثيين بالعودة إلى الحرب وتأكيدهم على أن ملايين اليمنيين أمام خيار قبول الحكومة بشروطهم أو عودة القتال. وطالت تهديداتهم حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. نهج السلام وبخلاف تلك المواقف أعاد مجلس القيادة الرئاسي التأكيد على تمسكه والحكومة بنهج السلام العادل والشامل والمستدام الملبي لتطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، لكنه أعرب عن بالغ أسفه لتعثر جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في تمديد الهدنة، بسبب تعنّت الحوثيين، وإمعانهم في إراقة المزيد من الدماء، ومفاقمة أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وفيما أثنى المجلس الرئاسي على مواقف المجتمع الدولي ووحدته إزاء القضية اليمنية، اعتبر أن هذا الموقف لا يكفي، وأبدى استغرابه من التبريرات التي ساقها قادة الحوثيين للانسحاب من اتفاق الهدنة. الهدنة وحمل الاجتماع، الحوثيين مسؤولية التفريط بالفوائد الكبيرة التي جلبتها الهدنة للسكان في مناطق سيطرتها، وإذ استهجن المجلس التهديدات التي أطلقتها قيادات من الحوثيين ضد المؤسسات السيادية الوطنية، ودول الجوار، وخطوط الملاحة الدولية، أكد المجلس الرئاسي التزام الدولة بالدفاع عن المصالح العليا للبلاد، وردع أي تصعيد عدائي. وحسب مصادر سياسية فإن الموقف الدولي الحاسم في مواجهة مطالب الحوثيين المتعلقة بصرف رواتب العسكريين إلى جانب موظفي الخدمة المدنية ربما يدفع باتجاه تجاوز هذه العقبة من خلال الاتصالات القائمة اليوم باعتبارها مطالب تعجيزية وغير مقبولة وهدفها إفشال جهود السلام. لكن التحركات على الأرض تشير إلى نوايا تصعيد جديد، حيث وقعت اشتباكات متقطعة في عدد من المواقع على خط التماس باتجاه حدود محافظة لحج مع البيضاء وباتجاه محافظة تعز كما استهدف الحوثيون مواقع القوات الحكومية شمال محافظة الضالع وغرب تعز. ونبهت إلى أن الحرب تسببت في مقتل عشرات الآلاف وأدت إلى شل البنية التحتية ودفعت بأكثر من %80 من السكان إلى ما دون خط الفقر. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :